ينصب اهتمام الدكتور علي زيعور في دراسته في انجراحات السلوك والفكر في الذات العربية على مراجعة ما فعلته الثقافة، من هدم وتعمير، بالطبيعة والوجود "الأصلي" للإنسان، ولمراجعة ما فعلته ثقافة الآخر بالذاتي والمحلي والخصوصي، أي لما أحدثته في الذات العربية ايديولوجية الآلوية [الآليانيّة] والفرادنية، والنزعة الاستهلاكية المفرطة، والشهوة ...
قراءة الكل
ينصب اهتمام الدكتور علي زيعور في دراسته في انجراحات السلوك والفكر في الذات العربية على مراجعة ما فعلته الثقافة، من هدم وتعمير، بالطبيعة والوجود "الأصلي" للإنسان، ولمراجعة ما فعلته ثقافة الآخر بالذاتي والمحلي والخصوصي، أي لما أحدثته في الذات العربية ايديولوجية الآلوية [الآليانيّة] والفرادنية، والنزعة الاستهلاكية المفرطة، والشهوة لاستتباع "الأطراف" القليلة الإنتاج والصناعة...لذا يجد القارئ إطلالات على ما لم تصله بعد الثقافة في الذات العربية: تنظيم الزمان والمكان، فعل الزمان أو تَوْتيره للإنسان، لغة الجسد، لغة الهذا، حيث درس المؤلف مضمون الهذا، قصداً لتشخيص الاضطراب ومن ثم لاستعادة الصحة، ثم كان اهتمامه بالأنا ومشكلات تكيفه مركزاً على التعلم والتجاور، وعلى إخراج اللاواعي والظلي والمظلم، للسير في اتجاه التكييفانية، الاتزانية الخلاقة، الصحة النفسية الإيجابية والواعية. مستنداً في ذلك على ثقة بقدرة من المخيال، والرمزي، والنفسي، وبالطبيعة الجدلية للفكر، وبالنقد الفلسفي، وبالفلسفة التي تؤمن بالذات المفكرة وباستيعاب اللاواعي بعد إخراجه إلى نور العقل والإرادة.وتشغل روحية الكتاب، أو فكره، الاهتمام بما هو كينوني، وليس فقط بما هو امتلائي عند الإنسان، وبنظرية في الإنسان وقيمه وتواصليته، أو بنظرية في الفعل والعلائقية، وبنظرية في التأويلات والمعرفيات والأنسييات.