يعد الكلام المنطوق الشفاهي أصل اللغة، ولقد عرف الإنسان الكلام المنطوق قبل اختراع الكتابة بأزمان طويلة، واهتمت الشعوب القديمة بالأصوات، فالهنود اهتموا بوصف الأصوات لإبقاء اللفظ الصحيح للعبارات الدينية.وعني الإغريق باللغة ودرسها عناية فائقة وبخاصة على صعيد التحليل الصوتي فوصفوا الحروف وعرفوا طبيعة الأصوات الإنسانية وتوصلوا إلى بيا...
قراءة الكل
يعد الكلام المنطوق الشفاهي أصل اللغة، ولقد عرف الإنسان الكلام المنطوق قبل اختراع الكتابة بأزمان طويلة، واهتمت الشعوب القديمة بالأصوات، فالهنود اهتموا بوصف الأصوات لإبقاء اللفظ الصحيح للعبارات الدينية.وعني الإغريق باللغة ودرسها عناية فائقة وبخاصة على صعيد التحليل الصوتي فوصفوا الحروف وعرفوا طبيعة الأصوات الإنسانية وتوصلوا إلى بيان بعض صفاتها، ولما جاء الإسلام وأخذ العرب ينشئون حضارتهم التي شملت كل ميادين العلوم والآداب، وكان من ضمن تلك العلوم علم الأصوات الذي أسسه العالم العربي الخليل بن أحمد الفراهيدي وطوره فيما بعد سيبويه وابن جني وابن سينا. وقد شارك القرآن الكريم بمهمة ثبات أصوات العربية بفضل تواتره مشافهة طوال هذه القرون، الأمر الذي جعل علماء التجويد والقراءات يهتمون بمخارج الحروف، والتغيرات الصوتية كالإدغام والإبدال وغيرها. ثم يظهر الدرس الصوتي الحديث عند الأوروبيين، فيعجب به الدارسون المحدثون العرب أيما إعجاب ناسين تراثهم الصوتي الخالد الذي لا يقل أهمية عنا توصل إليه الغربيون بفضل التقدم العلمي، بل لم يخرج الأوروبيون عما ذكره الخليل وسيبويه وابن جني إلا شيئاً قليلاً في المصطلح أو في بعض المسائل غير الرئيسة.والكتاب الذي بين يدينا يسعى لدراسة علم الأصوات بين كتابات القدماء والمحدثين وذلك في تمهيد وبابين. تحدث التمهيد عن نشأة الدراسات الصوتية والتعريف بها، وتعريف الصوت لغة واصطلاحاً، والتمييز بين الصوت والحرف، ومعرفة كيف ينشأ الصوت، متعرضاً لجهاز النطق عند الإنسان.وتحدث الباب الأول عن الفوناتيك وذلك في ثلاثة فصول أولهما عن مخارج والصفات عند القدماء بصورة مفصلة، وتضمن الفصل الثاني الحديث عن الجهود الصوتية عند القدماء وكيف عالجوا المخارج والصفات، مركزاً على جهود الخليل، وسيبويه، وابن جني، وابن سينا، وجهود القراء والبلاغيين.أما الفصل الثالث فقد خصص للحديث عن المخارج والصفات عند المحدثين، والفرق بين الصوامت والصوائت خاتماً بتبيان أوجه الاختلاف بين الدرس الصوتي القديم والدرس الصوتي الحديث، أما الباب الثاني فكان بعنوان (علم الأصوات التشيكي) أي (علم وظائف الأصوات) وهم يضم على ثلاثة فصول، تناول الفصل الأول قضيتين مهمتين هما: الضونيم، والمقطع الصوتي.وتكلم الفصل الثاني عن ظاهرتي النبر والتنغيم وناقشتهما مناقشة مستفيضة بين القديم والحديث. أما الفصل الثالث فكان حديثاً شائعاً عن المماثلة، والمخالفة، وحذف المتشابهة.
الخميس 25 يناير 2024
كيف يمكنني الاطلاع على. هذا الكتاب