هذه رسالة لطيفة حوت أربعين حديثًا صحيحًا من غرر أقوال النبي المصطفى- صلى الله عليه وسلم-، جمعتها تذكرة لنفسي ولإخواني، فيها تربية النفوس، وتصفية القلوب، وتهذيب الأخلاق، ليس لقلمي فيها سوى كلمات يسيرة توضح خافيًا، وتبين مرادًا، مع مراعاة الربط بين الأحاديث بتبويبها، والتعليق الوجيز عليها. وليس بخاف على أحد من الناس أن الإسلام الع...
قراءة الكل
هذه رسالة لطيفة حوت أربعين حديثًا صحيحًا من غرر أقوال النبي المصطفى- صلى الله عليه وسلم-، جمعتها تذكرة لنفسي ولإخواني، فيها تربية النفوس، وتصفية القلوب، وتهذيب الأخلاق، ليس لقلمي فيها سوى كلمات يسيرة توضح خافيًا، وتبين مرادًا، مع مراعاة الربط بين الأحاديث بتبويبها، والتعليق الوجيز عليها. وليس بخاف على أحد من الناس أن الإسلام العظيم قد وجه عناية كبرى في كثير من نصوص كتابًا وسنة إلى بناء شخصية المسلم وتوجيهها الوجهة الأصيلة المنبعثة من صلب تعاليم الإسلام، ومن أسس أحكامه وشرائعه. وأكبر دافع لي على تصنيف هذه الرسالة وجمعها: ما رأيته من كثير من الذين ينتسبون إلى الإسلام، ويدعون إلى الله، ومع ذلك هم عن الشخصية الإسلامية بمعزل جوهرًا ومظهرًا، نسأل الله العافية. وإنني أكتب هذه الرسالة للشباب المسلم المتحمس، الذي لم يجد في خضم حماسة وثورته اليد العليمة بالداء، والعارفة بالدواء، لتدله على المنهج الصحيح والفكر الصافي، فيكون هؤلاء الشباب بعقولهم وأفكارهم كأصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-. ولقد حرصت في انتقاء هذه الأحاديث على شموليتها وإحاطتها، وإلا فإن الشخصية الإسلامية لا تكون متكاملة إلا إذا طبقت دين الله سبحانه كله، كما قال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا إدخلوا في السلم كافة). ثم أنني جهدت أن أذكر عقب الحديث والحكم عليه بما تقتضيه الصناعة الحديثية، دون تطويل ممل، ولا اختصار مخل، مع مراعاة الإيجاز المناسب لمثل هذه الرسالة، إلا مما لا بد منه، وهو قليل. فإن وفقني الله فيما قصدت فهذا ما لا أرجوه، سائلًا الله المغفرة والرحمة.