ان القضية التي واجهها الفكر السياسي العربي الحديث هي قضية الدولة الوطنية . واجهها من منظور مجزىء في غالب الأحيان ، ومن موقف دفاعي . اقتطع المفاهيم والمبادىء المتعلقة بها ( الدستور ، الحريات العامة والشخصية ، التربية الوطنية ، الوحدة الوطنية ... ) ، يدافع عنها المدافعون ، ويحاول آخرون أن يرسموا لها الحدود الاسلامية . ولكن الفروق ...
قراءة الكل
ان القضية التي واجهها الفكر السياسي العربي الحديث هي قضية الدولة الوطنية . واجهها من منظور مجزىء في غالب الأحيان ، ومن موقف دفاعي . اقتطع المفاهيم والمبادىء المتعلقة بها ( الدستور ، الحريات العامة والشخصية ، التربية الوطنية ، الوحدة الوطنية ... ) ، يدافع عنها المدافعون ، ويحاول آخرون أن يرسموا لها الحدود الاسلامية . ولكن الفروق هنا تتضاءل بين من هم أكثر تأثرا بالأفكار السياسية الليبرالية وبين الذين أرادوا لإصلاحهم أن يكون اسلاميا .بيد أن الفكر السياسي ذي الاتجاه الإسلامي سينتهي الى موقف يقطع فيه مع هذه الدولة الوطنية ، مبادىء ومفاهيم وتنظيمات ، فلم يعد يأبه بأن يوجد لهذه المفاهيم والتنظيمات ما عسى أن يكون لها من مقابل اسلامي .لماذا حصر الفكر السيسي العربي والإسلامي الحديث المشكل في المؤسسة السياسية ؟ ولماذا ظلت عنده قضية الدولة هي القضية المحورية ؟هذا ما تحاول هذه الدراسة أن تجيب عنه .