من المعروف عن الروائي البحراني "علي أبو الريش" أنه الكاتب الذي يقول الحقيقة، ويمضي جريء في طرح قضايا مجتمعه وخصوصاً إذا ما تناول البنية الموروثية لمجتمع وتاريخ الإمارات وهو يحظو قدماً في كشف العناصر والمكونات الثقافية التي أسهمت في بناء الشخصية الإماراتية.وفي "فرت من قسورة" ياخذنا الروائي إلى عالم المرأة، ليرينا من خلال بطلة الر...
قراءة الكل
من المعروف عن الروائي البحراني "علي أبو الريش" أنه الكاتب الذي يقول الحقيقة، ويمضي جريء في طرح قضايا مجتمعه وخصوصاً إذا ما تناول البنية الموروثية لمجتمع وتاريخ الإمارات وهو يحظو قدماً في كشف العناصر والمكونات الثقافية التي أسهمت في بناء الشخصية الإماراتية.وفي "فرت من قسورة" ياخذنا الروائي إلى عالم المرأة، ليرينا من خلال بطلة الرواية ذلك الإنعتاق والكسر المتعمد للقاعد الذكورية في كتاباته، فنراه يلبس الأنثى ثوباً بطولياً يضع الأنثى فيه على العرش بشكل متوازٍ مع الرجل وهو يبحث لها عما يؤهلها لأن تقرأ هذا التوازي في داخلها.يقول الكاتب: "أراى أن "قسورة" صفة للظلم الذي يمارسه الرجل حينما يلبس لباس الأسر مدعوماً بمخالب التاريخ وما جاءت به الأساطير الذكورية من بطولات وهمية وخرافية عن الرجل والتي استطاعت أن ترسخ واقعاً أيضاً وهمياً هو غير الواقع الحقيقي في العلاقة بين الرجل والمرأة".ما يريد أن يقوله "أبو الريش" وما أجاد في التعبير عنه في هذا العمل الأدبي الرائع هو أنه لا بد أن نفهم مجموعة من الحقائق ليس كما رويت لنا عبر التاريخ فالعالم لا يزال محكوماً بلغة ذكورية وذاكرة ترسبت عند نقطة الصفر الأمر الذي يجعلنا - والكلام للكاتب - نحاول أن نفكك هذا الجليد لنغوص في أعماقه ونستخرج أسماكنا الحية.وهكذا يمكن القول أن "فرت من قسورة" جاءت كحصيلة نوع من النظر النقدي المستند إلى خلفية معرفية نظرية وممارسة تطبيقية، في مقاربة النص الروائي بكل محمولاته ودلالاته الأيديولوجية، وهذا النوع من الأدب ينطلق من النص نفسه ليتقرى خلاله الواقع المجتمعي سواء على مستوى الحكايات المعيشة أو على مستوى الخطاب الذي يتقوله الأديب، ففي هذا العمل لا يقتصر أديبنا "أبو الريش" على قضايا المرأة الحصرية كأنثى في مجتمع ذكوري، بل يتعدى ذلك ليشتمل على كل ما يصدر عن المرأة ويعنيها كإنسان كما يعني الرجل على حد سواء.