تكتسب الدراسة أهميتها من الأمور الآتية:1- ارتباط الدراسة بالمصالح المعتبرة شرعاً للمكلفين.قال النووي:"وأهم أنواع العلم في هذه الأزمان الفروع الفقهية؛ لافتقار جميع الناس إليها في جميع الحالات، مع أنها تكاليف محضة فكانت من أهم المهمات"[1]. 2- ارتباط الدراسة بواقع حياة الناس؛ لأن أحوال جديدة أصبحت ترد بكثرة على المجتمعات المسلمة بس...
قراءة الكل
تكتسب الدراسة أهميتها من الأمور الآتية:1- ارتباط الدراسة بالمصالح المعتبرة شرعاً للمكلفين.قال النووي:"وأهم أنواع العلم في هذه الأزمان الفروع الفقهية؛ لافتقار جميع الناس إليها في جميع الحالات، مع أنها تكاليف محضة فكانت من أهم المهمات"[1]. 2- ارتباط الدراسة بواقع حياة الناس؛ لأن أحوال جديدة أصبحت ترد بكثرة على المجتمعات المسلمة بسبب تقنية الاتصالات، وتشابك الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، وما أفرزته من جرائم، وتعقيدات وآثار؛ يؤكد ذلك تقرير صدر عن الأمم المتحدة عن سنة 2007م يفيد أن ما يقرب من خمسة آلاف امرأة، وفتاة يقتلون سنويا من قبل أحد أفراد أسرتهم في حين تشكك الجمعيات النسائية في الشرق الأوسط، وجنوب غرب أسيا في هذا العدد، وتشير إلى أن عدد الضحايا على الأقل أكثر بأربع مرات من ما ينشره التقرير[2]. وفي تقرير أخر صدر عن الأمم المتحدة لسنة 2002م، أفاد أن الممارسات الاجتماعية في الأسر التي تمارس العنف ضد النساء تكثر في كل من مصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، وباكستان، والجمهورية العربية السورية، وتركيا، واليمن، ودول متوسطية أخرى بالإضافة لدول الخليج العربي[3].وقد أظهرت دراسة أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن، أن محكمة الجنايات الكبرى سجلت خمسين حالة قتل لإناث في قضايا ما يسمّى بالدفاع عن الشرف، خلال الفترة من العام 2000 – 2010م، وبيّنت الدراسة أن 56 % من الضحايا ضمن الفئة العمرية من 18- 28 سنة، مشيرةً إلى أن 45 % من الجناة كانوا من ضمن الفئة العمرية ذاتها.وبالنسبة للحالة الاجتماعية للضحايا، أوضحت النتائج أن 42 % منهن غير متزوجات، و 42 % منهن متزوجات، بينما توزعت البقية ما بين أرامل، ومطلقات في حين أن 56 % من الجناة كانوا متزوجين، و56 % منهم عمال، ما يشير إلى انخفاض مستواهم التعليمي، وكانت أدوات ارتكابهم للجريمة الأسلحة النارية، أو الأدوات الحادة[4]. ولا تأخذ هذه الجرائم هذا الاسم إلا في البلدان التي لديها نوع من الحماية القانونية التي تعفي القتَلَة من العقاب، كما هو الحال في بلدان مثل سورية، والأردن. حيث توجد في سورية مادتان تحميان القتَلَة بهذا العذر: المادة (584)، والمادة (192) من قانون العقوبات السوري، والمادة (98) من قانون العقوبات الأردني. 3– تبين التقارير أن معظم الجرائم المتعلقة بالشرف ترتكب في دول العالم الإسلامي مما أدى إلى الربط والاستنتاج الخاطئ بارتباط هذه الجرائم بالحضارة، والدين الإسلامي، وتأتي هذه الدراسة لتبين فساد هذا الرأي