عمل باحث هذا الكتاب على إعادة قراءة التراث العربي الإسلامي لكي يجعله تراثاً حياً في الوقت الراهن، يستجيب لحاجات معاصرة ذات طابع عقلي، عملي ملح، بحيث يبدو تراثاً معايشاً لنا ومنسجماً مع أحوالنا الراهنة، وكأنه جزء طبيعي في حياتنا الحديثة.وقد حاول الباحث في هذه الدراسة إخضاع التراث العربي الإسلامي لنوع جديد من المعالجة، إذ سيقرؤه ب...
قراءة الكل
عمل باحث هذا الكتاب على إعادة قراءة التراث العربي الإسلامي لكي يجعله تراثاً حياً في الوقت الراهن، يستجيب لحاجات معاصرة ذات طابع عقلي، عملي ملح، بحيث يبدو تراثاً معايشاً لنا ومنسجماً مع أحوالنا الراهنة، وكأنه جزء طبيعي في حياتنا الحديثة.وقد حاول الباحث في هذه الدراسة إخضاع التراث العربي الإسلامي لنوع جديد من المعالجة، إذ سيقرؤه برؤية جديدة معاصرة، بهدف توظيفه لبناء الأنموذج القيادي التربوي، بما يتفق وواقع حياتنا المعاصرة، ويأتي ذلك انسجاماً مع قناعته أن التراث العربي الإسلامي يشمل على عناصر ذات جدوى، يمكن استخدامها في الزمن الحاضر، وهذه العناصر مبثوثة في كل أرجاء التراث، وموزعة بين جميع قطاعاته، غير أن الباحث سوف يستخدم منها ماله صلة ببناء الأنموذج القيادي التربوي الذي يبتدعه. ويكون الباحث بهذا الاستخدام قد أفاد من التراث العربي الإسلامي في بناء أنموذج جديد للقيادة التربوية يضاف إلى الأنموذجات الشائعة، أي أنه سيقوم عملياً بإبداع عناصر تراثية جديدة تضاف إلى العناصر التراثية الأخرى، ليورثها للآتين من بعده، باعتبارها وجهاً من وجوه ما يمكن تسميته عملية إبداع التراث.ومن هنا فإن أهمية هذه الدراسة تكمن في:- رفد المكتبة العربية بمرجع يبحث في القيادة التربوية في التراث العربي الإسلامي.- إفادة طلاب البحث العلمي فيما ينشدونه في مجال القيادة التربوية.- إسناد مخططي المناهج في بلادنا في تحقيق أهداف القيادة التربوية للأمة وسبل تحقيقها.- توجيه العاملين في المؤسسات التربوية على استخدام الأنموذج كمعيار لتقييم الدافع القيادي التربوي الحالي، وكدليل يهتدي به في ترسيخ العمل القيادي التربوي القيمي في هذه المؤسسات.يستهدف البحث بناء الأنموذج القيادي التربوي من خلال استقراء معطيات التراث العربي الإسلامي، عبر الإجابة عن الأسئلة الآتية :السؤال الأول: ما هي الثوابت التي جاء بها القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، التي تصلح أن تكون عناصر أساسية لأنموذج القيادة التربوية.؟السؤال الثاني: ما هي العناصر الثانوية لكل عنصر أساسي من التي تكوِّن الأنموذج القيادي التربوي.؟السؤال الثالث: هل تلتزم القيادة التربوية الحالية العاملة في أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات اليمنية بمعايير الأنموذج ؟يعتمد بناء الأنموذج على الثوابت التي تصبح مسلَّمات أساسية للبحث، والتي تتمثل في المسلَّمات الآتية:المسلمة الأولى : أن القيادة التربوية في التراث العربي الإسلامي ذات عقيدة إيمانية تحول بين صاحبها واقتراف المعاصي والآثام، بحيث يكون خاضعاً لسلطان عقيدته.المسلمة الثانية : أن القيادة التربوية في التراث العرب الإسلامي، تؤمن بأن العمل الإداري هو عمل مقدس يؤدي على أكمل وجه باعتباره نوعاً من العبادة.المسلمة الثالثة : أن القيادة التربوية في التراث الإسلامي تترجم القيم التراثية العربية الإسلامية إلى سلوك عملي.المسلمة الرابعة : أن القيادة التربوية في التراث العربي الإسلامي تؤمن بالعلم كأساس في تطور العمل الإداري وتحقيق أهدافهالمسلمة الخامسة : أن القيادة التربوية الإيمانية التراثية القيمية تؤمن بأن إنجاز العمل الإداري بكفاءة عالية يعتمد على العلم ومهارات العاملين حسب الاختصاص.يقتصر هذا البحث على جمع الحقائق المتعلقة بأنموذج القيادة في التراث العربي الإسلامي، ومن مصادره الأولية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة الشريفة والقادة العرب والمسلمين الأول والمحدثين.وقد استخدم الباحث المنهج الاستقرائي لاستخلاص الثوابت، والمنهج الاستدلالي لاستخلاص العناصر الأساسية والثانوية لأنموذج القيادة التربوية في التراث العربي الإسلامي.