يعالج هذا الكتاب المزاعم التي اكتنفت تاريخ اليهود عن القتل الجماعي والاضطهاد اللذين تعرض لهما اليهود طوال تاريخهم. ويعتقد المؤلف أن بعض هذه المزاعم ينتمي إلى عالم الحكايات الخرافية التي لم تثبت صحتها تاريخياً، وبعضها الآخر خضع للمبالغة والتهويل. ومع ذلك تطلق عبارة "إبادة الجنس" على ما تعرض له اليهود على أيدي النازيين. أما القتل ...
قراءة الكل
يعالج هذا الكتاب المزاعم التي اكتنفت تاريخ اليهود عن القتل الجماعي والاضطهاد اللذين تعرض لهما اليهود طوال تاريخهم. ويعتقد المؤلف أن بعض هذه المزاعم ينتمي إلى عالم الحكايات الخرافية التي لم تثبت صحتها تاريخياً، وبعضها الآخر خضع للمبالغة والتهويل. ومع ذلك تطلق عبارة "إبادة الجنس" على ما تعرض له اليهود على أيدي النازيين. أما القتل والاضطهاد اللذين تعرض لهما الفلسطينيون منذ أكثر من ستين سنة فلا يشار إليهما إلا لماما. وهذا الكتاب عبارة عن دراسة جادة لوضع الجرائم التي لحقت بالفلسطينيين في سياق منظومة صهيونية شاملة تهدف إلى تنفيذ "الإبادة الجماعية" (Genocide)بحق الشعب الفلسطيني، وتتضمن هذه المنظومة جرائم القتل الجماعي والترحيل السكاني والتطهير العرقي وإبادة المكان وتغيير الأسماء التاريخية وطمس الجغرافيا وتدمير البنى الاجتماعية للشعب الفلسطيني، وهذا هو جوهر الصهيونية التي تجسدها إسرائيل سياسياً. غاية هذا الكتاب تقديم فهم للمشروع الصهيوني، وتحليل بنيته الإبادية منذ نشأته، وفي أثناء صيرورته. وفي سبيل هذه الغاية عكف المؤلف على إعادة تعريف المفاهيم والمصطلحات مثل "إبادة الجنس" و "التطهير العرقي" و "الترحيل" و "إبادة الذاكرة"، ثم عاد إلى دراسة تاريخ المشروع الصهيوني وبنيته الإبادية، لينتقل إلى البحث في خطاب الإبادة في الفكر الكتابي (التوراتي) وفي الفكر الصهيوني معاً. وكان ذلك كله مقدمة للانتقال إلى "إبادة الجنس" كما تجلت واقعياً في فلسطين بصورة تدمير المكان والذاكرة والهوية، وكما تجلت في علم الآثار الإسرائيلي الذي وضع نفسه خارج العلم وفي خدمة الإبادة الجماعية.