أحاول – إن شاء الله تعالى - من خلال العنوان المقترح، دراسة ظاهرة الاستبدال في نحو الجملة و نحو النص، من خلال الدوافع والتوزيعات الآتية:دوافع الموضوع وقيمته:عنوان هذا البحث {ظاهرة الاستبدال في نحو الجملة ونحو النص}، وهو عنوان أردت به الربط بين الأصالة والمعاصرة، أي بين الفكر النحوي القديم ، ونظريات البحث اللساني المعاصر، أعرضه في...
قراءة الكل
أحاول – إن شاء الله تعالى - من خلال العنوان المقترح، دراسة ظاهرة الاستبدال في نحو الجملة و نحو النص، من خلال الدوافع والتوزيعات الآتية:دوافع الموضوع وقيمته:عنوان هذا البحث {ظاهرة الاستبدال في نحو الجملة ونحو النص}، وهو عنوان أردت به الربط بين الأصالة والمعاصرة، أي بين الفكر النحوي القديم ، ونظريات البحث اللساني المعاصر، أعرضه في ضوء معطيات وثوابت، ستناقش على مساحة هذا البحث، من هذه المعطيات ما يتصل بالنظرية النحوية من حيث التنظير وما يكملها من حيث التطبيق، ورصد مظاهر الاستبدال وصوره في التراث النحوي، وعلاقة الاستبدال بالسياق المحيط بالنص؛ حيث إن كل قاعدة عدولية ترتبط بسياقها. بل كيف أصبح الاستبدال صورة من صور التماسك النصي (السبك والحبك) وما يتم في المستوى النحوي المعجمي، وكيف يساهم كل من الاستبدال وتنويع العناصر اللغوية في التماسك عن طريق فهم العنصر البديل، بعد الرجوع إلى العنصر السابق، وتوضيح العلاقات القبلية والبعدية في النص وكيف يغدو طريق إرشاد وتماسك لفهم السياق المحيط بالنص.ويطرح البحث مظاهر الاستبدال وصوره ويحلل بعضها، سواء أكان في ضوء استبدال العناصر التطريزية، مثل استبدال حركة بحركة، أو حرف بحرف، أو لاحقة بأخرى، أم كان الاستبدال داخليا في إطار الجملة، أو في إطار النص كاملا. كما يتطرق إلى التبادل الموقعي بين الفعل والاسم باعتبارهما من الصيغ، بما يعد شاهدا على مرونة العربية في هذا التبادل بين الصيغ، وأيضا يشير إلى إفادة الشعراء من هذا التبادل. وسوف يفرق الباحث بين الاستبدال الاختياري وعلاقته بالموقع، باعتباره أصلا من أصول البنيوية، أو علاقته بالموقعة النصية، بما يؤكد أن اللغة مبنية على البدائل والاستبدال، مع مراعاة أن يكون الاستبدال مقبولا أو ضروريا مرفوضالكنه مستعمل في اللغة، بما يؤكد مقولة ضرورة مراعاة الانحراف التدريجي، وكيف غاب عن بعض المعاصرين ولم يغب عن نحاتنا، فدرسوا المطرد بجوار الشاذ والنادر، بما لا يفسد التصنيف ولا يخل به.ومن الممكن التقريب بين ظواهر متباعدة في الشكل بعضها ببعض، مثل تعدد الوجوه الإعرابية من منظور جعلها استبدالا تطريزيا (شكليا) حدث بالفعل في روايات النص المنطوق، وكيف يكون باب التوابع بابا واسعا، ودليلا على الاستبدال العام، وأضرب مثالا بالنعت المقطوع لغرض ما في نحو مررت بمحمد المسكين، وأيضا ربط ظاهرة الاستبدال بالجائز نحويا، كما في جواز توكيد الفعل بالنون، والتصغير الصرفي والترخيمي، وكيف يكون الاستبدال خيارا لا إجبارا كما في سل واسأل، بل كيف يكون الاستبدال دليلا على غربة المسار مثل سلمت على محمد وأحمد، أو للدلالة على النوع ،مثل بعض صيغ الجموع إلى آخر الأبواب النحوية والصرفية التي تؤكد اهتمام النحاة بالاستبدال، وأنه لم يغب عنهم باعتباره جزءا من التوزيع على مستوى النظرية النحوية، مهما تعددت مداخل دارسي النظرية النحوية ومخارجها