لم يكتب هذا الكتاب ليكون مجرد مرجع للطلبة الدارسين لموضوعه، وإنما كتب لكي يعبر عن وجهة نظر حديثة، ولكي يقدم عبر محتوياته مدخلاً جديداً. وبالعودة لمضمون هذا الكتاب، نجد أنه قد جاء محتوياً على جزئين يتناول الجزء الأول عرض للنظريات ونتائج البحوث التي تتعلق بالسلوك الإنساني المرتبط بالعمل في المنظمات. وهذا السلوك يتم تناوله وفق مستو...
قراءة الكل
لم يكتب هذا الكتاب ليكون مجرد مرجع للطلبة الدارسين لموضوعه، وإنما كتب لكي يعبر عن وجهة نظر حديثة، ولكي يقدم عبر محتوياته مدخلاً جديداً. وبالعودة لمضمون هذا الكتاب، نجد أنه قد جاء محتوياً على جزئين يتناول الجزء الأول عرض للنظريات ونتائج البحوث التي تتعلق بالسلوك الإنساني المرتبط بالعمل في المنظمات. وهذا السلوك يتم تناوله وفق مستويين للتحليل: مستوى السلوك الفردي، ومستوى السلوك الاجتماعي. فمستوى السلوك الفردي يتعلق بسلوك أداء الفرد للعمل، وكذلك سلوك رضاه عن العمل. أما مستوى السلوك الاجتماعي، فقد يتعلق بسلوك الفرد في جماعة وهو يتضمن سلوك تأثره بها، وكذلك سلوك تأثيره هو عليها (السلوك القيادي)، أو قد يتعلق بسلوك الجماعة ذاتها ككيان اجتماعي متميز له أبعاده وأنشطته وتفاعلاته.إن الكتاب في عرضه لهذه المستويات التحليلية ستناول سلوك الفرد المعبر عن أدائه، وكذلك سلوك الرضا والاتجاهات النفسية نحو العمل. وسوف يرد سلوك الأداء إلى مجموعتين من العوامل، الأولى تتعلق بدافعية الفرد، أي رغبته وحماسه للأداء، والمجموعة الثانية تتعلق بقدراته وخبراته. أما سلوك الرضا فسيرد إلى العوامل المختلفة المكونة للعمل ولبيئته.أما السلوك الاجتماعي الذي يتعلق بالفرد، فسيتم تحليله بالتركيز أولاً على السلوك الذي يقوم به الفرد تأثراً بخصائص جماعة العمل وبضغوطها عليه. ثم يتم الانتقال إلى تأثير السلوك القيادي للفرد على أفراد آخرين في الجماعة أو على سلوك الجماعة ككل. وأخيراً سيتم تناول سلوك جماعات العمل، من حيث تأثره بطبيعة وتكوين هذه الجماعات. وكذلك سيتم تناول أبعاد معينة لسلوك الجماعة مثل سلوك التعاون والتماسك، وسلوك النزاع، وسلوك الاتصال وتبادل المعلومات.إن المنهج الأساسي المستخدم ف يعرض موضوعات الجزء الأول من هذا الكتاب سيكون نظرياً تجريبياً. أي أن الاعتماد سيكون على التعميمات والفروض والنظريات التي تقسم جوانب السلوك المختلفة محل التحليل.وفي الجزء الثاني سيتم تناول المجالات الوظيفية لإدارة القوى العاملة من تخطيط للقوى العاملة إلى دراسة وتصميم مكونات الأداء، وقياس فعاليته، وقياس الرضا عن العمل، والاختيار... الخ، وخلافاً للداخل التي استخدمتها الكتب التي تعرض لهذه الموضوعات سواء الأجنبية منها أو العربية، فقد حاول المؤلف أن يقوم مدخلاً جديداً لتناول هذه المجالات الوظيفية. وهذا المدخل يقوم على فرضية مضمونها أن بناء سياسات وبرامج وقرارات القوى العاملة في المنظمة على أسس علمية وبما يكفل فاعليتها في التأثير على أداء ورضا العاملين، يتطلب القيام بالبحوث التطبيقية. ويعني هذا بالتالي تسليخ صانعي السياسات والبرامج والقرارات بأساليب وأدوات البحث التطبيقي، حيث يمثل هذا أكثر الأسلحة فاعلية في مواجهتهم لمشكلات القوى العاملة وحلها على أساس علمي وواقعي.وعليه فقد التزم الكتاب في قسمه الثاني: بهذا المنهج التزاماً دقيقاً فعرض لأنواع البحوث التي تجرى، والأهداف التي تخدمها في كل مجال من المجالات الوظيفية، والخطوات والأساليب وأدوات التحليل التي يمكن استخدامها في كل مجال من مجالات هذه البحوث.