في هذه النصوص المختارة يصوغ عبد الله عيسى تجربة شعرية مغايرة لبعض التجارب التي يصوغها الشعراء الجدد الذين يعيشون في المنفى.الشعر عنده هو من خارج دائرة المدينة بهوامشها وتفاصيلها.. هو هناك بعيداً بين أسوار النداء المثقلة، وفي أقاصي الذات حيث الإحتجاج الهادئ والظلُّ الفاجع ، والذاكرة المثقلة بالرموز.وعلى الرغم من كون النصوص تحفل ب...
قراءة الكل
في هذه النصوص المختارة يصوغ عبد الله عيسى تجربة شعرية مغايرة لبعض التجارب التي يصوغها الشعراء الجدد الذين يعيشون في المنفى.الشعر عنده هو من خارج دائرة المدينة بهوامشها وتفاصيلها.. هو هناك بعيداً بين أسوار النداء المثقلة، وفي أقاصي الذات حيث الإحتجاج الهادئ والظلُّ الفاجع ، والذاكرة المثقلة بالرموز.وعلى الرغم من كون النصوص تحفل بالموت الذي يحصد كلّ شيء بما في ذلك حفّار القبور، فإن الشاعر يستبدل شاهدة القبر بالقصيدة التي تردّ على جحيم الصدأ وساطور النسيان بمجد السؤال ودنيا الإبداع.. وربما كان للمنفى في موسكو دور في توجيه هذه التجربة نحو الإلتباس أكثر بالذات.والشاعر هنا لا ينسى صوته الفلسطينيّ غير أنه لا يقحمه بشكل فجٍّ ومتسرع. ونصوص الشاعر تفكّر في الإمتلاء والرغبة في البوح، وفي تقريب اللحظة وإدامتها من خلقها وافتعالها.من هنا فَشِعْرُ عبدالله عيسى شكل من أشكال التجدُّد في عتبات التاريخ وتمزُّقات الوجود.