فقد عاشت الأمة الإسلامية قرونا في ظل الإسلام، تهتدي بهديه، وتنهج نهجه، وتعتز بالانتماء إليه، فاستحقت البقاء والتمكين والاستخلاف، وذلك مصداقًا لوعد الحق تعالى إذ يقول: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَ...
قراءة الكل
فقد عاشت الأمة الإسلامية قرونا في ظل الإسلام، تهتدي بهديه، وتنهج نهجه، وتعتز بالانتماء إليه، فاستحقت البقاء والتمكين والاستخلاف، وذلك مصداقًا لوعد الحق تعالى إذ يقول: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور: 55]. وبلغ الإسلام الآفاق، فانشرحت له صدور كثير من العالمين، تحقيقًا لما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر، والأبيض)) الحديث. وفي الورقات التي بين يديك - أخي القارئ - لمسات خفيفة على جروح عميقة، وأدواء أليمة في جسم الأمة الكبير، تحاول تضميد تلك الجروح، وعلاج تلك الأدواء، ولذا جاء العرض بأسلوب وصفي تحليلي، ذي تأصيل بنّاء.