الحمد لله والثناء، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء. أما بعد:فإن العلاقات الإنسانية شديدة التعقيد، بالغة الدقة، حيث يتنازعها عوامل مختلفة، قد تكون متناقضة، كالدين، والعقل، والنفس، والعادة، كما يتجاذبها طرفان متقابلان، مثل:• الحق والوجب.• الأبوة والبنوة.• الكبر والصغر.• مراد الشارع ومراد النفس. وإذا لم تكن ثمة معايير دقيقة وواضح...
قراءة الكل
الحمد لله والثناء، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء. أما بعد:فإن العلاقات الإنسانية شديدة التعقيد، بالغة الدقة، حيث يتنازعها عوامل مختلفة، قد تكون متناقضة، كالدين، والعقل، والنفس، والعادة، كما يتجاذبها طرفان متقابلان، مثل:• الحق والوجب.• الأبوة والبنوة.• الكبر والصغر.• مراد الشارع ومراد النفس. وإذا لم تكن ثمة معايير دقيقة وواضحة يتعامل الناس على وقفها، فإن العلاقة بينهم سيسودها الاضطراب والصراع والتظالم، سواء بين الأفراد أنفسهم، أو بينهم وبين حكامهم ورؤسائهم. والإسلام قد رسم خريطة العلاقات بدقة متناهية، فحدد الحقوق والواجبات لكل صنفين متقابلين، مثل:• الخالق والمخلوق.• الراعي والرعية.• الوالد والولد.• الزوجين.• الغني والفقير.• العالم والجاهل، أو الشيخ والطالب.فأعطى كل صنف حقه ونصيبه. كما حدد الإسلام حقوق العناصر المتساوية، مثل:• الأخ وأخيه.• الزملاء والأصدقاء.• الجيران.• الأغنياء. فساوى بينهم في الحقوق والواجبات. ونحن في هذه الورقات نركز الحديث على نوع واحد هو (الحاكم والمحكوم)، لننظر في مدى عناية الإسلام واهتمامه بالعلاقة بينهما، ثم نعرج على حقوق المواطنة وواجباتها، بحسبان الوطن ركنًا من أركان الدولة. وبهذا تكون العناصر الرئيسة التي نتحدث عنها ثلاثة: الحاكم، والمحكوم، والوطن.