الدكتور عبد الغفار مكاوي مثقف له فضل كبير علي أبناء جيلي، فقد قرأنا كتبه في الفلسفة، وتأثرنا بكتابه «ثورة الشعر الحديث» الدراسة النظرية والمختارات، واستمتعنا بترجماته من اللغتين الألمانية والإيطالية، و عرفنا أنه كتب المسرحية والقصة القصيرة، وإن كنا لم ننتبه لهذا الجانب، لأن الجوانب الأخري غطت عليه، ولم يكن من السهل أن يستمر الوض...
قراءة الكل
الدكتور عبد الغفار مكاوي مثقف له فضل كبير علي أبناء جيلي، فقد قرأنا كتبه في الفلسفة، وتأثرنا بكتابه «ثورة الشعر الحديث» الدراسة النظرية والمختارات، واستمتعنا بترجماته من اللغتين الألمانية والإيطالية، و عرفنا أنه كتب المسرحية والقصة القصيرة، وإن كنا لم ننتبه لهذا الجانب، لأن الجوانب الأخري غطت عليه، ولم يكن من السهل أن يستمر الوضع علي ذلك بعد أن أصدر الدكتور مكاوي هذه المجموعة القصصية الكبيرة التي تحمل عنوان «أحزان عازف الكمان» وتضم ست عشرة قصة معظمها من القصص الطويلة نسبياً، وبعضها يقع في جزأين أو قصتين، و هذه القصص كتبت خلال الفترة من عام 1986 إلي عام 2005.وفي العادة نحن نعتقد أن العلماء لا دخل لهم بالفن وتقنياته وأبنيته، لأن لهم عالمهم المختلف، ولكن مجموعة «أحزان عازف الكمان» قلبت كل التوقعات فيقدم المولف لنا في هذه المجموعة خبرته الحياتية الطويلة، في قالب فني ، وبناء قصصي منسجم، وخبرة نادرة بأصول الفن القصصي وتقنياته المحدثة، مثل التنويع في الأسلوب، واستخدام تيار الوعي ببراعة وإتقان، والمونولوج الداخلي، و الحوار من خلال مخاطبة النفس، والعودة إلي الوراء، والقيم الزمانية والمكانية ودورها في تعميق الأفكار والأحداث والمشاهد.