رواية أحمد رفيق عوض "العذراء والقرية" أثارت ، يوم صدورها ، ضجة كبيرة في القرية التي يقيم فيها، واضطر صاحبها ، على اثر ذلك، أن يختفي لمدة اشهر، وسويت الامور بمنع توزيع الرواية. يكتب أحمد رفيق عوض روايته عن اللحظة الراهنة، وهناك تطابق بين الزمنين الروائي والكتابي : "نحن نعيش في فلسطين المحتلة. والزمن هو العام 1996" . وقد صدرت الرو...
قراءة الكل
رواية أحمد رفيق عوض "العذراء والقرية" أثارت ، يوم صدورها ، ضجة كبيرة في القرية التي يقيم فيها، واضطر صاحبها ، على اثر ذلك، أن يختفي لمدة اشهر، وسويت الامور بمنع توزيع الرواية. يكتب أحمد رفيق عوض روايته عن اللحظة الراهنة، وهناك تطابق بين الزمنين الروائي والكتابي : "نحن نعيش في فلسطين المحتلة. والزمن هو العام 1996" . وقد صدرت الرواية في آذار 1997، وهذا دليل بيّن على أن الفرق بين الزمنين ضئيل للغاية. وإن كان راوي الكلام لا يروي عما يجري في عام 1996 وحسب، اذ يقص - أويترك الشخوص يقصون- عن ماضي الشخصيات التي عرفها أو سمع عنها. وتجيب الرواية، كما يجيب الواقع، عن هذا السؤال. تتبدل أحوال الضفة وتتغير، ويصبح، في الرواية، الانتهازيون أسياد المرحلة الجديدة، فيما يمسي الذين ضحوا موظفين صغارا، وفوق هذا كله لا يحصل الفلسطينيون الا على جزء ضئيل جدا من أرض الضفة والقطاع التي تحولت مدنها الى جزر معزولة يغلق الاحتلال ابوابها متى أراد. ولربما تكون هناك اسباب اخرى تخص الراوي نفسه، فالراوي من الريف، ويقيم الان في رام الله التي بدأت تكبر وتكبر وتزداد فيها البارات ورواد البارات، رام الله التي اصبح حديث الناس فيها مختلفا عما كان عليه من قبل، رام الله التي ما زال جيش العدو ومستوطناته على مرمى العصا منها.