مدينة رباط الفتح عاصمة المملكة المغربية، مدينة عريقة تزخر بتراث ثقافـي وحضاري فريد. وكان موضعها، تلك البقعة الطاهرة التي كانت تَنزِلُ بها جيوش الإسلام ذهاباً وإياباً لنصرة الإسلام والمسلمين، حتى أضحت رباط الفتح تذكاراً للفتح الإسلامي لبلاد الأندلس، ورباطاً للفتوحات والفاتحين، ورباطاً للجهاد والمجاهدين، ورباطاً لملوك المغرب المجا...
قراءة الكل
مدينة رباط الفتح عاصمة المملكة المغربية، مدينة عريقة تزخر بتراث ثقافـي وحضاري فريد. وكان موضعها، تلك البقعة الطاهرة التي كانت تَنزِلُ بها جيوش الإسلام ذهاباً وإياباً لنصرة الإسلام والمسلمين، حتى أضحت رباط الفتح تذكاراً للفتح الإسلامي لبلاد الأندلس، ورباطاً للفتوحات والفاتحين، ورباطاً للجهاد والمجاهدين، ورباطاً لملوك المغرب المجاهدين الصالحين.
وعندما فتح الله على الموحدين بمدينة رباط الفتح، تجلت عبقرية مهندسيها فـي تأسيسها وتخطيطها على نمط الإرث الحضاري الإسلامي العريق، الذي ورثوه من منبعين رئيسين، أولهما : مدينة فاس الإدريسية ومدينة مراكش المرابطية، والآخر : من قرطبة واشبيلية وطليطلة وغيرها من المدن الأموية الإسلامية فـي بلاد الأندلس، وبذلك أصبحت رباط الفتح مدينة المدائن وحاضرة من الحواضر العربية الإسلامية ذات الإشعاع الحضاري الممتد عبر الآفاق، إلى أن أصبحت عاصمة المملكة المغربية منذ العقد الثاني من القرن العشرين.
ولقد أثبتت مدينة رباط الفتح ذاتها عبر العصور، انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي الفريد الذي يتوسط المملكة، وتاريخ إطلالها على المحيط الأطلسي كنقطة انطلاق الفيالق وجيوش الإسلام والمسلمين إلى بلاد الأندلس. واكتسبت مدينة رباط الفتح أهمية خاصة منذ نشأتها زمن الموحدين، وحظيت عبر تاريخها المجيد، برعاية الحكام والملوك، حتى أضحت الحاضرة الثالثة فـي المملكة المغربية.
وتحظى رباط الفتح بالعديد من المباني الأثرية، والمعالم التاريخية والحضارية، المتنوعة، سواء كانت عمائر دينية أو مدنية أو اجتماعية، بالإضافة إلى قلاعها وحصونها وأبراجها وأسوارها. وهذا الميراث الحضاري والثقافـي يجعلنا مطالبين بالعمل على نشر الوعي الأثري بأصوله العريقة لدى أطفالنا وشبابنا، وتعريف الناشئة والأجيال القادمة بقيمه الحضارية والجمالية فـي ربوع المملكة المغربية، والسعي إلى تسجيله على قائمة التراث العالمي.
ولكل هذه الاعتبارات، سوف أصطحبكم على متن هذا العدد من سلسلة «روائع الآثار المغربية للأطفال والناشئين» للتعرف على روائع هذه المدينة الخالدة، وأهم مراحل تطورها الحضاري فـي منطقة وادي أبي رقراق، وزيارة مواقعها الأثرية، ومعالمها التاريخية والحضارية.