الآن وقد مرّ زمن كاف، يسمح لنا بالتنقيب الهادئ عن اسباب فشل النهضة العربية، ومعرفة لماذا قضينا "قرنا من اجل لا شيء" عرفنا، من خلاله، "النكبات" وراء "النكبات"، لا يمكننا الا الوقوف عند خلاصة واضحة وهي ان هذه الاسباب، لا هي اقتصادية، ولا هي سياسية، ولا هي عسكرية، بل هي، في الاساس، متصلة بتصوراتنا الذهنية، وبنظرتنا للعالم، ونظرتنا ...
قراءة الكل
الآن وقد مرّ زمن كاف، يسمح لنا بالتنقيب الهادئ عن اسباب فشل النهضة العربية، ومعرفة لماذا قضينا "قرنا من اجل لا شيء" عرفنا، من خلاله، "النكبات" وراء "النكبات"، لا يمكننا الا الوقوف عند خلاصة واضحة وهي ان هذه الاسباب، لا هي اقتصادية، ولا هي سياسية، ولا هي عسكرية، بل هي، في الاساس، متصلة بتصوراتنا الذهنية، وبنظرتنا للعالم، ونظرتنا للحياة. فهي، كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي، لا تعود للوسائل، بل للأفكار التي تحملها. فلنتساءل: لماذا اعوج كل ما قمنا به، جميعنا، منذ ان اخذنا بزمام مصائرنا، بالرغم من تنوع واختلاف المقاربات التي طبقناها؟ أعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة المؤتمر الثاني لمؤسسة الفكر العربي المنعدق في بيروت في اواخر العام 2003 تحت عنوان "استشراف المستقبل العربي"، خطابا "أكاديميا"، لكنه القى فيه كلمة مرتجلة حاكم فيها كمواطن عربي الحكام العرب وعالج بصراحة لا حدود لها اسباب تخلف العرب والمسلمين عن غيرهم... "على دروب التطور والرفاهية". تشكل المداخلتان التي يجمعهما الكتاب وثيقة لا غنى عنها.