نظرت للمغتسل، كان جسده جذع شجرة يابسة ممدود على غير استواء وباقي الموت كان يتسرب من خلفا لملاءة البيضاء التي لف بها دون عناية تذكر لحد كتفيه، لم أره منذ زمن بعيد. لكنه الآن أمامي بطوله الفارع ونجافته التي لم تتغير عيناه نصف مغمضتين، فمه ما يزال مفتوحاً دهشة أو استغراباً كـ رجل سمع خبراً ما لا يمكن لمخلوق بشري تصديقه، لونه خليط ب...
قراءة الكل
نظرت للمغتسل، كان جسده جذع شجرة يابسة ممدود على غير استواء وباقي الموت كان يتسرب من خلفا لملاءة البيضاء التي لف بها دون عناية تذكر لحد كتفيه، لم أره منذ زمن بعيد. لكنه الآن أمامي بطوله الفارع ونجافته التي لم تتغير عيناه نصف مغمضتين، فمه ما يزال مفتوحاً دهشة أو استغراباً كـ رجل سمع خبراً ما لا يمكن لمخلوق بشري تصديقه، لونه خليط بين الأصفر الشاحب والأزرق الداكن إثر تجلط دمائه داخل أوردته المتوقف جريانها منذ البارحة كما أفاد الطبيب الشرعي.نظرت إليه كثيراً وتذكرت المشاهد التي ما تزال عالقة في ذاكرتي. لا أحتفظ له بالكثير إلا أن ما أتذكره يشي على أنه كان رجلاً لا يظهر إلا في ورطة.