مدينة كربلاء المقدسة تعتبر من مدن العراق المهمة، والعراق (بلاد الرافدين) إجتذب العشرات من المستشرقين والسيَاح والرحَالة والآثاريين وعلماء الجغرافية والسياسيين منذ قرون عديدة ليطَلعوا على هذا البلد العريق في القدم، ويدرسوا تأريخه وأحواله، والذي يستدعيهم إلى ذلك أهميته التاريخية والجغرافية والإقتصادية، فهو بلد الحضارات والتاريخ ال...
قراءة الكل
مدينة كربلاء المقدسة تعتبر من مدن العراق المهمة، والعراق (بلاد الرافدين) إجتذب العشرات من المستشرقين والسيَاح والرحَالة والآثاريين وعلماء الجغرافية والسياسيين منذ قرون عديدة ليطَلعوا على هذا البلد العريق في القدم، ويدرسوا تأريخه وأحواله، والذي يستدعيهم إلى ذلك أهميته التاريخية والجغرافية والإقتصادية، فهو بلد الحضارات والتاريخ الزاخر بالأمجاد، ولشهرة هذا البلد فقد توجهت الأنظار إليه خاصة من دول الغرب التي كانت ترنو إلى الشرق عامة والعراق خاصة بنظرة تتوافق مع مطامع وطموح تلك الدول وشهوتها للسيطرة والتوسع.. فالعراق بلد يزخر بالثروات، فبدأ التنافس بين الدول الأوربية للحصول على موطئ قدم فيه حتى إذا إستدعاهم الأمر للتدخل السافر وشن الحروب وسلوك شتى الوسائل لتحقيق أهدافهم، في زمن عاش العراق به تحت ظل حكومات هزيلة وهشَة جعلته يعيش في فترات مظلمة من تاريخه، وقد استغلت الوضع دول أوربية إستعمارية مثل ألمانيا، فرنسا وإنكلترا التي كانت أنشط تلك الدول في التمهيد لتحقيق نواياها في السيطرة عليه.ومنذ أكثر من أربعة قرون نشطت حركة قدوم عشرات البعثات والوفود من مختلف الجنسيات واللغات إلى العراق لدراسة ماضيه وأحواله السياسية والإقتصادية والثقافية والجغرافية، وكان نشاط تلك البعثات عن طريق أفراد وجماعات على شكل رحَالة يجوبون مناطقه ومدنه بحجج متنوعة، فمنهم من يأتي بهيئة التجار أو بحركات تبشيرية، أو بدواعي سياسية، أو بحجة الباحثين عن التاريخ والآثار أو بدافع السياحة بإعتبارها هوايات شخصية أو الإنتداب لأغراض فنية أو عسكرية مثل المساعدة في تخطيط الحدود نتيجة الصراع الدائم بين الإيرانيين والعثمانيين، أو لأغراض المساعدات الطبية أو إثناء مرورهم ببلاد الرافدين التي تقع بين القارات وخاصة طريق الهند وإيران.وهذا الكتاب (كربلاء في أدب الرحلات) يتعرف فيه القارئ على الإعلام والرحالة الذين تركوا لهم بصمات بما نقلوه عن المدينة، وقد اعتمد المؤلف ذكر الرحلات حسب تسلسلها الزمني، وشرح ما يستوجب شرحه. كما تحدث عن كل علم ورحَال زار كربلاء، وبحث عن ترجمته، ليعطي للقارئ تصوَر عن شخصية الرحَال للتعريف به.