(فلولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)من الحديث القدسي مخاطباً الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)نقرأ من مقدمة الكتاب:فاطمة الزهراء، الحديث عنها شيق وجميل، وفي نفس الوقت هو ذو شجون يحمل في طياته المأساة والألم والمرارة.حديث شيق لأن الزهراء فتاة لم تتجاوز الثمانية ربيعاً استطاعت أن تحقق ما ل...
قراءة الكل
(فلولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)من الحديث القدسي مخاطباً الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)نقرأ من مقدمة الكتاب:فاطمة الزهراء، الحديث عنها شيق وجميل، وفي نفس الوقت هو ذو شجون يحمل في طياته المأساة والألم والمرارة.حديث شيق لأن الزهراء فتاة لم تتجاوز الثمانية ربيعاً استطاعت أن تحقق ما لم تحققه أية امرأة في هذا العالم أجمع، فارتبط اسمها بوسام قدمه لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث جعلها السيدة الأولى ليس في هذا العالم فحسب بل في عالم الدنيا وعالم الآخرة.هي فعلاً كما قال عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.ونقرأ في الفصل الأول - من هي فاطمة - ضمن العنوان (تجديد التاريخ) هذا التحليل:صيحات كثرت في الأونة الآخيرة تحمل عنوان المطالبة بالتجديد في التاريخ.للوهلة الأولى يبدو أن هذا الكلام منطقي جداً، لأن التاريخ لم يعد تاريخاً سليماً مما يدفع الباحث التاريخي إلى غربلة تلك النصوص التاريخية ليقع على الحقيقة من خلال بحثه التاريخ وكل ذلك يرجع للظروف التي مرت على تلك المواد والنصوص من تزوير وتحريف وكتاّب للبلاط يكتبون ما يعجب الحاكم أو الملك دون أن يحركهم ضميرهم لكشف الحقائق وعدم إخفائها.وقد يكون في بعض الأحيان ما يخفي الحقيقة التاريخية الأهواء الشخصية والأحقاد والضغائن الداخلية لنفس الإنسان، فلا تدع تلك الحقيقة تظهر للملأ..ثم نقرأ في الفصل الثاني - سيدة نساء العالمين - ضمن عنوان (الدور الأول تثبيت الرسالة) هذا التوثيق الحيادي:لقد كانت السيدة خديجة أم الزهراء بالنسبة لزوجها النبي عضده الذي كان يشد على يديه، ويؤازره على دعوته، وتبليغ الرسالة، والوقوف معه في أشد الحالات، فكانت هي المدافع الأول عنه، والمحامي إذا اشتد عليه الوطيس، عندما وقفت في وجه الجاهلين وقوى الكفر.. خديجة هي أول من أمنت بالنبي، من النساء فأبدت.. استماتتها عنه وفي تبليغه للدعوة، حيث جعلت كل ثروتها، وما تملك في خدمته (صلى الله عليه وآله وسلم).توفيت خديجة، وقد اثر ذلك على النبي، وتوفي في نفس العام أبو طالب، وكان لذلك أثر كبير على دعوته، فحزن حزناً كبيراً، فسمي ذلك بعام الحزن، بموت خديجة المدافعة عن رسالة النبي ودعوته.في تلك الفترة الحرجة التي مرت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بزغ فجر حياة امرأة أخرى نالت من العظمة ما نالت، وهي الطاهرة الصديقة فاطمة، ابتدأت في الوقت الذي ابتدأت للنبي حياة الجهاد... وكان النبي يتلقى الوحي، وهو يتابع سيرة الدعوة، ويقوم بأعباء الرسالة.كانت قريش قد استعدت هي بدورها لمقاومة النبي بشتى الوسائل، في هذه الفترة ترعرعت السيدة الزهراء (عليها السلام) وفي هذه الظروف المتأزمة عاشت.. جو الإرهاب، وحوصر المسلمون اقتصادياً إلى درجة أنهم منعوا من إيصال الطعام لهم، فاستولى عليهم الجوع..طالت مدة الحصار ثلاث سنين، وكانت السيدة فاطمة في ضمن المحاصرين، فتلاحظ ما يجري على أبيها عندما اشتدت به الأزمة.. سايرت السيدة الدعوة منذ نعومة أظافرها لحظة بلحظة...عن ابن مسعود قال: بينما رسول الله يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزر بالأمس، فقال ابو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور... فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟ فاستضحكوا... حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة (عليها السلام) فجاءت.. فطرحتهعنه ثم أقبلت عليهم..[1][1] - أعيان الشيعة ج1 ص31.