في هذا الكتاب يقدم لنا الروائي "عبد الستّار ناصر" قصص لا تشبه بعضها، وراء كل واحدة من هذه القصص، مغامرة من نوع ما، هي قصص من واقع الحياة جريئة في طرحها وفي مغزاها، يُعري الكاتب من خلال الأدوار التي رسمها لأبطالها النفس البشرية الأمارة بالسوء ويخلع عنها ثوبها الذي تختبئ فيه لنشهد معه وجوهاً متعددة، ونفوس ضائعة، وحائرة، لا هدف محد...
قراءة الكل
في هذا الكتاب يقدم لنا الروائي "عبد الستّار ناصر" قصص لا تشبه بعضها، وراء كل واحدة من هذه القصص، مغامرة من نوع ما، هي قصص من واقع الحياة جريئة في طرحها وفي مغزاها، يُعري الكاتب من خلال الأدوار التي رسمها لأبطالها النفس البشرية الأمارة بالسوء ويخلع عنها ثوبها الذي تختبئ فيه لنشهد معه وجوهاً متعددة، ونفوس ضائعة، وحائرة، لا هدف محدد لها ولا غاية من وجودها على هذه الأرض.هي حكايات خاصة شخصياتها مهمشة، تسيطر عليها الغريزة أكثر من العقل لذلك تختفي في تلاوينها حقيقة ما.في قصة "السيدة التي دخلت" يستخدم الروائي لغة التشويق والإثارة التي يلفها الغموض بحيث يجد القارئ نفسه أنه يهيم في عالمها أكثر فأكثر. "حميد" شاب فقير تدخل سيدة في عمر والدته إلى منزله دون استئذان وتخبره بأن هذه العشرة آلاف دينار حصته من أبيه وتعطيها إياه وتذهب بعيداً، فيكتشف بكل الرواية أن أباه الذي حمل اسمه ورباه غير أباه الحقيقي، وأن هذه المرأة التي دخلت حياته فجأة قد خدعت والده الحقيقي وفرقت بينه وبين أمه وتزوجته وظلمت أمه التي أنجبته وفقدته بعد مدة من ولادته، وهي جاءت تعطيه الدنانير لتكفر عن ذنبها تقول له: "المرأة يا حميد أكثر المخلوقات صدقاً ودعارة عندما تحب، وأكثر الكائنات غدراً إذا خسرت هذا الحب"، ولكن، ما هو الدافع الذي جعل هذه المرأة أنانية وشريرة إلى هذه الدرجة، تقول: "كنت أعرف ماذا فعلت به، فهو السم الذي عاشرني منذ طفولتي، منذ أن توجني ابن خالتي أميرة على بقية البنات في لعبة "العرش" التي سلبتني بكارتي وبراءتي وصمتي (...) وهل كان عمري أكثر من تسع سنوات يوم سحبني ابن خالتي إلى "العرش" وتوجني أميرة على ملايين الخلايا الشبقة المجنونة".تعتبر هذه القصة لفتةً هامة من قبل الروائي إلى ضرورة الاهتمام والرعاية التي يجب أن يوليها الآباء لأبناءهم الصغار وإرشادهم وجعلهم من أولوياتهم. فهذه المرأة بدل أن تصبح على هذه الصورة كان من الممكن أن تكون امرأة فاعلة في مجتمعها ومربية فاضلة لأبناءها، تقول: "لولا أنني هربت من بيت أبي - إلى الأبد - وبدأت رحلة التشرد بين العشاق والمهووسين والمغرمين بي حتى أفسدني زماني أكثر وأفسد روحي وطباعي وعقلي...".تتضمن هذه المجموعة القصصية أربعة عشرة قصة من واقع الحياة، تمتاز بالجرأة والوضوح أراد الروائي أن يوصل صرخة هؤلاء المعذبين في الأرض ولكن هل من يسمع؟