مفارقة ليست وليدة اللحظة بالتأكيد فها انذا اتذكر جولاتنا الطويلة في شوارع بغداد، عقب انتهاء عاصفة الصحراء واعلان وقف اطلاق النار ، بأدق تفاصيلها . كنت كمن يتلمس ، بأنامل راجفة ، جسده بعد نجاته من زلزال مدمر قلب الدنيا رأساً على عقب ، بحثاً عن اي جرح او نزف فاته التنبه اليه في ذروة الفاجعة . كانت كل عمارة مصابة بقذيفة .. وكل نصب ...
قراءة الكل
مفارقة ليست وليدة اللحظة بالتأكيد فها انذا اتذكر جولاتنا الطويلة في شوارع بغداد، عقب انتهاء عاصفة الصحراء واعلان وقف اطلاق النار ، بأدق تفاصيلها . كنت كمن يتلمس ، بأنامل راجفة ، جسده بعد نجاته من زلزال مدمر قلب الدنيا رأساً على عقب ، بحثاً عن اي جرح او نزف فاته التنبه اليه في ذروة الفاجعة . كانت كل عمارة مصابة بقذيفة .. وكل نصب تذكاري شوهته الشظايا ...كل جدار مال على جنبه متهدماً ..كل سقف انبطح ملتصقاً بالارض .. كل منشأة صناعيه تعطلت عن اداء مهمتها... كان كل ما خلفته الحرب وراءها من دمار ، في كل حي من احياء بغداد - سواء في الكاظمية او الاعظمية او الوزيرية او باب المعظم او السنك او الباب الشرقي - جرحا ينزف ملء روحي