يمثل الإعلام العقدي أجلَّ عمليات الاتصال على الإطلاق، ولا شك؛ فهو اتصال يشكل رأس الجسد في الإعلام القرآني، يؤسس لما بعده من أنواع الإعلام القرآني، ويمهد لمسائله، والتي بدونه تكون كبناء بيت فوق موج البحر، لا يقر له قرار، ولا تقوم له قائمة؛ وذلك لأن الإعلام العقدي من شأنه تقويم النفوس، وإصلاح القلوب، وبناء الفرد الصالح القادر على ...
قراءة الكل
يمثل الإعلام العقدي أجلَّ عمليات الاتصال على الإطلاق، ولا شك؛ فهو اتصال يشكل رأس الجسد في الإعلام القرآني، يؤسس لما بعده من أنواع الإعلام القرآني، ويمهد لمسائله، والتي بدونه تكون كبناء بيت فوق موج البحر، لا يقر له قرار، ولا تقوم له قائمة؛ وذلك لأن الإعلام العقدي من شأنه تقويم النفوس، وإصلاح القلوب، وبناء الفرد الصالح القادر على حمل التكاليف الشرعية، ولهذا لم يكن مسْتَغْرَباً أن يفيض القرآن في مجال العقيدة وتصحيح المفاهيم بتركيز شديد طيلة ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة، استخدم فيها الإعلام القرآني كل وسائله، وأساليبه، لترسيخ العقيدة الصحيحة النقية، والدفاع عنها، ورد شبهات الكافرين، ومقارعتهم بالحجج الدامغات، وبيان فساد أقوالهم وأعمالهم لفساد معتقداتهم. وقبل الخوض في أهداف الإعلام العقدي وذكر صوره وتطبيقاته لابد من تعريفه أولاً، فهذا المصطلح يتكون من لفظين؛ (إعلام) و (عقدي)، يجب تعريف كل واحد منهما، ومن ثَمَّ نقف على تعريف (الإعلام العقدي) وهذا هو موضوع مبحثنا الأول وجاء المبحث الثاني بعنوان: (أهداف الإعلام العقدي في القرآن)، وجاء المبحث الثالث بعنوان: (من صور الإعلام العقدي).