قدم التاريخ الإسلامى العديد من الشخصيات المهمة فى التصوف التى أسهمت فى إثراء البعد الروحى لجوهر الدين الإسلامى. نشأت تلك الحركة الروحية المسماة "بالتصوف" وتطورت داخل الإسلام ابتداء من القرن الأول الهجرى، واستمرت فى التطور والنمو حتى يومنا هذا. والآن ونحن فى عالم أصبحت تسيطر عليه المادية المتطرفة والكثير من الشكليات الدينية السطح...
قراءة الكل
قدم التاريخ الإسلامى العديد من الشخصيات المهمة فى التصوف التى أسهمت فى إثراء البعد الروحى لجوهر الدين الإسلامى. نشأت تلك الحركة الروحية المسماة "بالتصوف" وتطورت داخل الإسلام ابتداء من القرن الأول الهجرى، واستمرت فى التطور والنمو حتى يومنا هذا. والآن ونحن فى عالم أصبحت تسيطر عليه المادية المتطرفة والكثير من الشكليات الدينية السطحية، وتهزه العديد من التيارات الدينية المتشددة، ففى ظل هذه الظروف الصعبة يظهر لنا مدى احتياجنا إلى البعد الصوفى وقيمة الروحية العميقة لإحياء الدين وإحياء الإنسانية به.فتقدم هذه الدراسة للقراء الكرام شخصية شبه مجهولة فى التراث الصوفى، وهى شخصية أثرت بشكل كبير التصوف الإسلامى فى القرن الرابع الهجرى وهو عبد الملك الخركوشى. وهذا الكتاب هو الأول باللغة العربية عن الخركوشى. ويقارب البعد الصوفى عند الخركوشى مقاربة جديدة، فيما يعرف بالتحليل الدلالى –السيمانطيقا-، خاصة بتحليل موضوع المحبة فيه، مع دراسة مقارنة بما جاء فى ذلك لدى الطوسى والقشيرى. فقد أنتج تطبيق هذا المنهج المتكامل نتائج جديدية فى مجال الدراسات الصوفية. إثباتاً لذلك، أضيف فى آخر هذه الدراسة بعض النصوص الصوفية المنقولة من الخركوشى والطوسى والقشيرى، خاصة فى مجال المصطلحات الصوفية، لكى يلمس القارئ الكريم التقارب والتباين بينهم.