الرواية شهيرة جدا.. سأل رئيس وزراء الصين الأسبق والأشهر (شواين لاي) أول وفد مصري يزور بكين بعد وفاة جمال عبدالناصر: (لماذا مات جمال عبدالناصر؟).. وفوجئ أعضاء الوفد بالسؤال.. ويمكن أن نقول صدموا.. أو ذهلوا.. فلا أحد في مصر يتساءل: (لماذا) الموت؟. وراح (شواين لاي) يحسب عمر جمال عبدالناصر.. لقد ولد في 15 يناير عام 1918 ومات في 28 س...
قراءة الكل
الرواية شهيرة جدا.. سأل رئيس وزراء الصين الأسبق والأشهر (شواين لاي) أول وفد مصري يزور بكين بعد وفاة جمال عبدالناصر: (لماذا مات جمال عبدالناصر؟).. وفوجئ أعضاء الوفد بالسؤال.. ويمكن أن نقول صدموا.. أو ذهلوا.. فلا أحد في مصر يتساءل: (لماذا) الموت؟. وراح (شواين لاي) يحسب عمر جمال عبدالناصر.. لقد ولد في 15 يناير عام 1918 ومات في 28 سبتمبر عام 1970 أي أنه لم يعش سوى (52 سنة و8 شهور و13 يوما).. وتساءل المسئول الصيني الذي ظل على قيد الحياة حتى سن الثمانين: (هل هذا ممكن؟).. فكان الجواب: (هذه مشيئة الله).. فقال: (يجب ألا نحمل الله مسئولية ما نفعل.. لابد من سبب.. لقد مات جمال عبدالناصر شابا.. إن سن الـ52 هي سن صغيرة.. إنني الآن في الثانية والسبعين ولا أزال أعمل.. وفي صحة جيدة.. إنني لا أستطيع أن أتصور كيف مات وكانت تتوافر له أفضل عناية طبية؟.. كيف سمحتم له أن يموت؟). ولم يتردد (شواين لاي) في أن يتهم السوفييت بقتل جمال عبدالناصر بعد أن خدعوه وكسروا قلبه ودفعوه الى أكثر من مأزق ثم تخلوا عنه.. وتصور الناس أن اتهام (شواين لاي) هو اتهام جنائي.. لا سياسي.. وكان أن بدأ الهمس عن الوفاة غير الطبيعية لجمال عبدالناصر يتحول الى صخب وجدل وتحقيقات سرية أجرتها أجهزة المخابرات في واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب.. وفي العالم العربي لم نجد من يوجه تهمة القتل العمد إلا الشعراء.. ففور إعلان نبأ وفاة جمال عبدالناصر اهتزت أوتار قلب نزار قباني بقصيدته الشهيرة: (قتلناك.. قتلناك يا آخر الأنبياء.. قتلناك.. وليس غريبا علينا.. قتل الصحابة والأنبياء.. فكم من رسول قتلنا.. وكم من إمام ذبحناه وهو يصلي العشاء). كان نزار قباني يقصد عملية القتل بالارهاق التي اغتالت فيها صراعات ومذابح الأمة العربية قلب جمال عبدالناصر.. وأجهزت على ما تبقى فيه من نبض.. وحياة.. لقد كان اليوم الأخير في حياة جمال عبدالناصر هو يوم (إيقاف نزيف الدم) بين الفلسطينيين والأردنيين في عمان.. فيما عرف بأحداث (أيلول الأسود).. وقد دخل أطراف الصراع ياسر عرفات والملك حسين قاعة مؤتمر القمة الذي عقد في القاهرة وهما يحملان المسدسات والذخيرة.. وقضى جمال عبدالناصر آخر يومين في حياته لنزع سلاحهما.. وعندما انتهت المهمة الشاقة وقف في شرفة جناحه في فندق (هيلتون) لينظر الى النيل وهو يقول: (هذا أجمل منظر تراه العين).. ثم ذهب الى مطار القاهرة ليودع الملوك والرؤساء الذين حضروا القمة وكان آخرهم أمير الكويت.. وعندما انتهت مراسيم الوداع قال: (سوف أنام بعد أن أعود الى البيت.. سوف أنام نوما طويلا).. ودخل جمال عبدالناصر فراشه منهكا.. ولحق به الأطباء.. وكان آخر ما فعل هو أنه سمع نشرة أخبار الساعة الخامسة في الراديو.. ثم قال: (لم أجد فيها الخبر الذي كنت أتوقعه).. وعندما نصحه الأطباء بالراحة.. قال: (الحمد لله.. دلوقت استريحت).. ثم دخل في غيبوبة الموت.. وانحنت السيدة قرينته تمسك بيده وتقبلها وهي تقول: (لم يكن لي في الدنيا غيره.. ولا أطلب شيئا إلا أن أذهب الى جواره حيث يكون).. وأقبل أحد الأطباء يغطي وجهه.. فنظرت اليه متوسلة: (أتركوه لي.. أنظر إليه.. أملأ عيني به).. واستدار كل من كان في الغرفة خارجين.. تاركين اللحظة الأخيرة لها.. وحدها معه. لقد مر ثلاثين عاما على هذا المشهد الجليل.. ورحل جمال عبدالناصر ساكنا.. صامتا.. راضيا.. لتتغير الدنيا من بعده.. لكن.. خصومه لم يتركوه في حاله حتى بعد أن أصبح في ذمة الله.. فقد راحوا ينشرون شائعات لم تتوقف عن اغتياله.. وكان أشهر ما نسب الى الجاسوس الاسرائيلي علي العطفي الذي نشر على لسانه كتابا مجهولا أدعى فيه الناشر: أنه قتل جمال عبدالناصر بمرهم خاص مسموم سربته له المخابرات الاسرائيلية قام بتدليك ساقي جمال عبدالناصر به.. وتسرب السم عبر مسام جسده وتسبب في اصابته بسكتة قلبية مباغتة لم يشك أحد فيها. كان علي العطفي قد ذهب بقدميه الى السفارة الاسرائيلية في أمستردام وعرض خدماته على الموساد مقابل حصوله على (الدكتوراه) ليصبح عميدا لمعهد العلاج الطبيعي.. ولفترة طويلة كان حريصا في تحركاته وتصرفاته.. ولكن بعد زيارة الرئيس أنور السادات الى القدس شعر بالاطمئنان.. ودفعه الاطمئنان الى الاستهتار.. وهكذا.. تجرأ ودخل السفارة الاسرائيلية من بابها.. وتردد عليها أكثر من مرة.. (عيني عينك).. وكان من السهل رصده.. ووضعه تحت المراقبة.. وراحت الكاميرات الخفية تسجل لقاءاته مع بعض ضباط الموساد.. وعلمت (القاهرة) بما جرى.. وعلمت بخبر عودته الى مصر.. فقد حدد الموعد بنفسه أثناء زيارة قام بها للسفارة المصرية في أمستردام.. وتأكد أحد ضباط المخابرات المصرية بذلك بنفسه.. وقرر مرافقته كظله في الرحلة.. تمهيدا للقبض عليه في المطار.. ولكنه لم يكن على متن الرحلة.. بل كان قد وصل الى القاهرة قبل الموعد بحوالي 48 ساعة.. أي في اليوم الذي زار فيه السفارة المصرية وضلل من فيها. تقرر مهاجمة بيته والقبض عليه والتقاط مزيد من الأدلة التي تدينه وتلف حبل المشنقة على رقبته.. وكانت الخطة هي تقمص شخصية صحفيين في مجلة أسبوعية مصورة.. يطلبون منه حديثا صحفيا يتحد ث فيه عن رحلته.. ولم يساوره الشك.. فهو معتاد على ذلك.. وكان شرط من تنكروا في شخصية صحفيين هو أن يحبس الكلب المتوحش الذي يحرسه في بيته.. إنه كلب شرس.. ضخم.. يمكنه افتراس ثلاثة رجال أشداء.. وكان يحتفظ به في شقته ليضمن ألا يتسلل أحد اليها.. وقد طمأنهم قائلا: أنه سيربط (ذلك الوحش) في المطبخ.. وسيغلق عليه الباب إمعانا في الأمان.. وبهذه المكالمة حانت ساعة الصفر. وضعت شوارع (الزمالك تحت السيطرة.. ودخلت قوة الضبط بيته وهي تتمالك نفسها.. وعندما تأكدت أن الكلب مربوط في المطبخ.. أغلقوا عليه باب المكتب.. وكشفوا عن أنفس هم.. وفي دقائق كانت حرب الأعصاب بين الطرفين على أشدها.. لم يكن من السهل عليه أن يعترف.. ولم يكن من السهل على قوة الضبط أن تتوصل الى أدوات التجسس التي يستعملها.. وبعد انتهاء الارسال التليفزيوني دخل ابنه ليفاجأ بما يجري.. وسأل الابن أبيه باللغة الألمانية: (هل يكلم صديقه جمال أنور السادات في التليفون ليطلب منه التدخل؟).. لكن كان هناك من يعرف الالمانية.. فترجم ما سمع الى وكيل النيابة الذي قام بنزع سلك التليفون حتى لا يتدخل أحد فيفسد القضية. وحسب ما نشرت قبل 12 سنة في كتابي (عبدالناصر: أسرار المرض والاغتيال) فإن علي العطفي خشى الفضيحة.. وعرض على قوة الضبط أن تتكتم الأمر.. على أن يكفر عن خطاياه بأن يصبح عميلا مزدوجا.. لقد طلبوا منه أن يسافر ويعيش في اسرائيل.. وهو سيفعل ذلك ليكون عينا على العدو لصالح وطنه.. ثم راح يكشف كل ما يعرف.. ويقدم كتاب الشفرة.. وورقة الكربو ن البيضاء المتطورة التي يستعملها والتي كان يميزها بكتابة (البسملة) كنوع من التمويه.. فمن يقدر على الشك في أن ورقة مكتوب عليها لفظ (الجلالة) يمكن أن تكون وسيلة سرية لمراسلات جاسوس خائن لدينه ووطنه؟.. وكان هناك جهاز لاسلكي.. استخدمه في الاستقبال في عام 1969 واستخدمه في الارسال في عام 1971 وكان هناك (بوست كارت) أو بطاقة سياحية.. كان يستخدمها في وضع شرائح رفيعة جدا للميكروفيلم بين طياتها الرقيقة.. وكان هناك عدسة خاصة لتكبير شرائح الميكروفيلم. وفيما بعد سئل علي العطفي عن سر تماسكه وسر دفق اعترافاته بهذا الشكل غير المتوقع.. فقال: (من قال أنني كنت متماسكا؟.. لقد كنت في حالة ذهول.. حالة من الذهول جعلتني أرفع عيني الى السماء أطلب من الله الستر والمغفرة.. فقد كان في نيتي أن أتوب بعد أسبوع واحد.. وقررت أن أسافر الى بيت الله الحرام لاداء العمرة.. وغسل ذنوبي بدموعي هناك.. لكن مشيئة الله أبت إلا أن تجعل توبتي مستحيلة). وفي اعترافاته المسهبة لم يشر علي العطفي من قريب أو بعيد الى أنه دلك ساقي جمال عبدالناصر.. ولا أنه كلف بدس السم له في المراهم والدهانات.. وإن اعترف بانه كان على علاقة قوية بأنور السادات.. وبأنه وضع له برنامجه الخاص بالعلاج الطبيعي.. وبأنه كان صديقه.. وبأنه كان مسموحا له بدخول حجرة نومه.. وبأنه كان قادرا على خصامه ومقاطعته إذا صدرت تعليمات اسرائيل بذلك.. ومن الشخصيات اللتي ذكرها أيضا.. عثمان أحمد عثمان.. وسيد مرعي.. وعبدالمحسن مرتجى.. وكمال حسن علي.. كان يتعامل معهم دون أن يعرفوا حقيقته.. وإن كانوا بحكم طبيعتهم لم يقولوا له ما يمكن الاستفادة منه. واعترف كذلك بأن شهادة الدكتوراه التي حصل عليها كانت مزورة.. وقد تعمدت المخابرات الاسرائيلية ذلك حتى تظل رقبته تحت سيفهم.. وحتى يستمر عجينة لينة بين أصابعهم.. يشكلونها كما يشاءون.. وبحثا عن مزيد من الأدلة جرى تفتيش الأماكن التي كان يتردد عليها.. مكتبه في معهد العلاج الطبيعي.. مكتبه في النادي الأهلي.. ومكتب استيراد وتصدير يملكه شقيقه في وسط القاهرة.. وقد قال شقيقه وهو يتلقى النبأ الصاعقة: (لقد جعل رؤوسنا في الأرض.. لو كان مرتشيا أو قاتلا لهان الأمر.. لكن ماذا نقول وهو جاسوس؟). وقدم علي خليل العطفي الى المحاكمة وأمام محكمة أمن دولة عسكرية عليا.. وكان رقم القضية الجنائية هو رقم (4) لسنة ..1979 وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة (25) سنة.. لكن الرئيس أنور السادات (الضابط ا لأعلى المصدق على الأحكام) خفض الحكم الى 15 سنة أشغال شاقة.. وكان مناحيم بيجن رئيس وزراء اسرائيل الأسبق وشريك الرئيس أنور السادات في معاهدة (كامب ديفيد) قد طلب الافراج عن علي العطفي حتى لا يؤثر سجنه على السلام بين البلدين.. ولكن الرئيس أنور السادات رفض.. وقد تكرر الطلب الاسرائيلي وتكرر الرفض المصري.. وقد أصيب علي العطفي بضعف في البصر.. ثم فقد البصر.. ثم مات في السجن قبل أن يكمل مدة عقوبته. والمذهل أنه لم يكن يتقاضى سوى 200 دولار شهريا بخلاف تذاكر السفر و20 دولارا يوميا بدل سفر في رحلاته الخارجية وبخلاف مكافآت أخرى كان يتقاضاها من وقت لآخر.. والمذهل أنه كان يوقع ايصالات باستلام النقود.. وقد صودرت ممتلكاته وأمواله.. صودر أكثر من مليوني جنيه منقولات وعقارات وأموال سائلة. ثم نأتي الى خرافة قتله جمال عبدالناصر بالتدليك.. إن كل الدلائل تثبت أن هذه الخرافة لا تستطيع أن تنهض وتصبح واقعا في عقول الناس إلا في مجتمع لا يثق في نفسه.. مجتمع يرى أنه أصبح مستباحا يقتل حاكمه بالمساج والسونا.. أو على الأقل يمكن القول أننا أصبحنا نصدق كل ما يقال عنا دون فحص أو تفكير.. وكأن عقدة التفوق الاسرائيلي التي صدمتنا في يونيو 1967 لاتزال تسيطر علينا. لقد قرأت قضية علي العطفي التي ذهبت نسخة منها من محكمة أمن الدولة العليا الى محكمة القيم لفرض الحراسة على أمواله وممتلكاته.. وحسب ما جاء في الصفحة الثانية من حكم محكمة القيم في الدعوى رقم (7) لسنة (9) قضائية فإن علي العطفي قد ذهب الى الاسرائيليين بقدميه ودون ضغط في عام 1969 يضاف الى ذلك أن الاسرائيليين لم يتقبلوا أن يثقوا فيه أو يطمئنوا اليه أو يسيطروا عليه إلا في عام 1971 في ذلك الوقت سمحوا له باستخدام جهاز اللاسلكي في الارسال.. وفي ذلك الوقت كان جمال عبدالناصر قد رحل. لقد احتاج جمال عبدالناصر الى التدليك والعلاج الطبيعي في الفترات التي اشتدت فيها آلام ساقيه في أواخر عام 1966 الى ما بعد النكسة في منتصف عام 1967 وعندما أصيب بأول جلطة في القلب في سبتمبر عام 1968 عندما تسللت (سرية) برمائية اسرائيلية الى نقطة (الزعفرانة) على شاطئ السويس الغربي واستولت على محطة رادار حديثة وصورت فيلما للعملية عرضته على تليفزيونات العالم بعد دقائق.. وبعد هذه الجلطة التي أنهكت القلب أجبر جمال عبدالناصر على الراحة ونصحة الأطباء باحتمال آلام الساق حرصا على القلب.. فالعلاج الطبيعي يضاعف من المجهود الذي لم يعد القلب يحتمله.. فمن غير المعقول معالجة الساق على حساب ارهاق القلب. والمقصود.. أن جمال عبدالناصر كان قد أوقف العلاج الطبيعي قبل أن يصبح علي العطفي جاسوسا.. ولو كان جمال عبدالناصر قد استعان به في العلاج الطبيعي فإن ذلك يكون قد حدث قبل أن يخون نفسه ووطنه.. ومن ثم تكون قصة قتله جمال عبدالناصر بالسم والتدليك خرافة مثل خرافات اسرائيلية أخرى لا نهاية لها تعشش في عقولنا.. ونحتاج أن نطردها ونتحرر منها بنفس الجرأة والعبقرية التي حررنا بها أرضنا. وقد أنكر كل من كان قريبا من جمال عبدالناصر أن علي العطفي اقترب منه أو دخل بيته.. وربما لم يسمعوا عنه.. فلم يكن في ذلك الوقت بالشهرة التي أصبح عليها فيما بعد.. أما من كان يتولى (تدليك) جمال عبدالناصر فهو شاب كان موظفا في رئاسة الجمهورية اسمه (زينهم).. فلم يكن من السهل أن تترك عملية تدليك الرئيس بلا ضوابط أو رقابة.. وقد كان (زينهم) يأتي الى بيت جمال عبدالناصر مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا.. أو كان يأتي عند الطلب.. وقد أصبح (زينهم) المدلك الخاص للرئيس أنور السادات وأحد أفراد طاقم حراسته.. وكان يرافقه في رحلاته الى الخارج.. ولم يترك عمله في رئاسة الجمهورية إلا بعد حادث المنصة في أكتوبر 1981 وحسب شهادة الدكتور الصاوي حبيب (الطبيب الخاص لجمال عبدالناصر) فإن (زينهم) لم يكن الوحيد الذي كان يقوم بعملية التدليك للرئيس.. فقبله قام بهذه المهمة مقدم في القوات المسلحة اسمه (عبداللطيف). لقد مر على رحيل جمال عبدالناصر 30 سنة.. ومر على قضية علي العطفي أكثر من 20 سنة.. لكن الخرافة الاسرائيلية لا تزال تجد من يرددها.. ويستعذبها.. ويعاملها معاملة الحقيقة.. ويبدو أننا نحتاج لأن نكرر ما قلناه عشرات المرات حتى (نكنس) هذه الخرافة من عقولنا.. وربما كان علينا أن نتذكر أن اسرائيل قد فوجئت بخبر وفاة جمال عبدالناصر.. فيوم الوفاة بثت وكالات الأنباء الخبر التالي من تل أبيب: (استقبلت اسرائيل نبأ وفاة جمال عبدالناصر بذهول وترك النبأ الصاعقة الحكومة الاسرائيلية في حيرة تامة في وقت لم يكن فيه ثمة ما يدعو للظن بأن صحة الرئيس المصري تدعو للقلق).. ونقل عن جولدا مائير رئيس الحكومة الاسرائيلية في تلك الأيام أنها قالت بعد أن عرفت أن جمال عبدالناصر قد مات: (من الذي أطلق هذه النكتة السخيفة؟)..