يقوم عزيز العظمة في هذا الكتاب بإطلالة على مؤلفات ومناهج تفكير الطبيب العربي أبي بكر محمد بن زكريا الرازي كأحد أهم الأطباء الذين أنتجتهم الحضارة العربية على الإطلاق ، فهو إلى براعته في صناعة الطب وإبرائه الأبدان ، تميز في التشخيص والعلاج والمداواة . واتخذ لممارسته الطبية منحى تجريبياً وتنظيرياً فريداً أثر بواسطته في الطب العربي ...
قراءة الكل
يقوم عزيز العظمة في هذا الكتاب بإطلالة على مؤلفات ومناهج تفكير الطبيب العربي أبي بكر محمد بن زكريا الرازي كأحد أهم الأطباء الذين أنتجتهم الحضارة العربية على الإطلاق ، فهو إلى براعته في صناعة الطب وإبرائه الأبدان ، تميز في التشخيص والعلاج والمداواة . واتخذ لممارسته الطبية منحى تجريبياً وتنظيرياً فريداً أثر بواسطته في الطب العربي والطب الأوروبي تأثيراً كبيراً.نبذة النيل والفرات:لأبي بكر محمد بن "زكريا الرازي" في أعين معاصريه والمتأخرين عليه أكثر من وجه وصفة وأكثر من سمعة. فهو من أهم الأطباء الذين أنتجتهم الحضارة العربية على الإطلاق، وكثيراً ما أطلق عليه لقب "جالينوس العرب"، لبراعته في صناعة الطب وإبرائه الأبدان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أبا بكر الرازي يبدو نتاجاً تاماً لعصره، إذ يجد المطلع على ذلك العصر عناصر تفسّر مفاعل فكره، ويجد في نزعته الإنسانوية والعقلية شأناً ناتجاً من هذا العصر، محكوماً به، ومن دون أن تفيد التوازيات، والتماثلات، حيث قد يجد الباحث مع ما يقال في العصور الحديثة استباقاً لما قيل في هذه العصور.وفي هذا الكتاب يحاول "عزيز العظمة" تقييم كتابات أبي بكر الرازي ناظراً إلى حكمة الإنسانوي على النبوة والقضايا الدينية الأخرى، والى فحوى مواقفه العقلانية والاداتية، والى توصيف وحدود هذه العقلانية فيما كان متاحاً في عصره، راصداً علاقة هذا الأمر بعصرنا محاولاً دون الوقوع في مطبات النظرة اللاتاريخية في شؤون التاريخ التي قد ترى في الماضي، نماذج للحاضر الحديث أو إستباقات لها.وهدف الباحث من وضع هذا التقييم لكتابات الرازي هو البحث عما في التراث من معارف ومواقف، فهو لا يعتبره مفكراً حديثاً ناقصاً، كما يحلو لكثير من الدارسين أن يجدوا في القرامطة تعبيراً بطولياً وطفولياً عن الاشتراكية، و"البيروني" قائلاً بنظرية التطور...بل يعتبره نتاجاً تاماً لعصره.