إشكاليات قصيدة النثر دراسة في إطار نص مفتوح عابر للأنواع التي قدمت نماذج مختلفة لقصائد نثرية أسهمت في تكريس هذا اللون من التعبير الأدبي الذي اختلف حول تصنيفه في ميدان القصيدة الشعرية. ويقول المؤلف الشاعر عز الدين مناصرة بأن قصيدة النثر أصبحت شرعية بحكم وجودها الواقعي، أي كمية المجموعات الصادرة خصوصاً منذ عام 1985 تقريباً وحتى ال...
قراءة الكل
إشكاليات قصيدة النثر دراسة في إطار نص مفتوح عابر للأنواع التي قدمت نماذج مختلفة لقصائد نثرية أسهمت في تكريس هذا اللون من التعبير الأدبي الذي اختلف حول تصنيفه في ميدان القصيدة الشعرية. ويقول المؤلف الشاعر عز الدين مناصرة بأن قصيدة النثر أصبحت شرعية بحكم وجودها الواقعي، أي كمية المجموعات الصادرة خصوصاً منذ عام 1985 تقريباً وحتى الآن. فهي تعدّ بالمئات، إضافة لما صدر منذ عام 1945. بل أصبحت قصيدة النثر، جنساً أدبياً ثالثاً مستقلاً بعد الشعر والسرد، رغم ما تحمله من درجات الشاعرية العالية أو المواطئة، ورغم ما تحمله أيضاً من درجات النثرية.وهناك قصائد نثرية ذات جمال عالٍ، تمتعك وتأسرك، ولكن بصفتها قصيدة نثر أي بصفتها جنساً مستقلاً. لكن مسألتين دفعتا قصيدة النثر للعودة إلى دائرة الشك هما: أولاً: الإصرار على الارتباط بالشعر (الجنس القديم الحديث). ثانياً: بروز ظاهرة الاستنساخ التقليدية وكأن قصيدة النثر تجاوزت سن اليأس بعد نصف قرن من كتابتها، فأوغلت في الشيخوخة بعد أن أشبعت بالتكرار. وهذا ما حدث لشعر التفعيلة في السبعينات. وحتى يظهر البديل للشعر الحرّ (قصيدة التفعيلة) و(قصيدة النثر) معاً، يمكن وصف الواقع بأنه يميل إلى السلبية. والمتوقع أن تستفيد حركة شعر التفعيلة من اللغة والصورية في قصيدة النثر. بامتصاص خصائصها الشعرية والنثرية. لكن مبدأ التجاور في مسألة الأجناس الأدبية هو الذي سيحكم الواقع. أمام عدة مسائل في الحداثة الشعرية ومشاكل قصيدة النثر، وقف شعراء ونقاد موقفاً معرفياً ينتقد الفوضى والاستنساخ والانفصال بين تنظير النقاد والنصوص التي يدرسونها.والشاعر عز الدين المناصرة في مقاربته هذه حول إشكاليات قصيدة النثر واحد من أولئك الذين طمحوا إلى إغناء تلك الدراسات في هذا الميدان. في مقاربته هذه وضمن رؤية نقدية تاريخية تنظيرية وضمن نظرة استشفافية حاول أولا بيان إشكاليات التسمية والتجنيس والتاريخ، وثانياً تبرير اللغة الشعرية على ضوء قراءة نصوص، وثالثاً بيان إشكاليات قصيدة النثر من خلال استفتاء ميداني. قراءة ممتعة، ودراسة سلسة بمنهجيتها الموضوعية، وأسلوب متميز هذه كلها تتيح للقارئ المضيء وبشغف إدراك ما هي هذه القصيدة وما لها وما عليها.