غياب في حضور، وحضور في غياب، دوران يتماها فيهما الكاتب الذي وكأنه يبحث عن ذاته الغائبة في حضور أبيه، والحاضرة في غيابه. فهو الإنسان ذاك المجهول.. وذاك اللغز الذي يبقى لغزاً حتى بالنسبة لنفسه.. هو الأب في حالة الذكورة، وهو الأم في حالة الأنوثة.. وتبقى هذه الحالة التي رصدها الكاتب في أعمال الأدباء والروائيين والفلاسفة واللاهوتيين ...
قراءة الكل
غياب في حضور، وحضور في غياب، دوران يتماها فيهما الكاتب الذي وكأنه يبحث عن ذاته الغائبة في حضور أبيه، والحاضرة في غيابه. فهو الإنسان ذاك المجهول.. وذاك اللغز الذي يبقى لغزاً حتى بالنسبة لنفسه.. هو الأب في حالة الذكورة، وهو الأم في حالة الأنوثة.. وتبقى هذه الحالة التي رصدها الكاتب في أعمال الأدباء والروائيين والفلاسفة واللاهوتيين وحتى في الكتب المقدسة. تبقى حالة ملحة تثير شجونه. فهل يمضي الكاتب مع ذاته في مشواره هذا، أم أن ذاته تمضي معه بحثاً عن كنهها؟!! سؤال ربما يبدو من الصعب الإجابة عليه.. ولكن لن يبلغ المشوار مداه ليلمح القارئ، وفي ثنايا كل حرف من حروف هذه الرحلة إلى قاع الذات بحراً من الأنوار يتماوج شوقاً إلى حلول الـ "هو" في "الأنا".. ليصبح المتكلم غائباً للحين، يتكلم بغيابه، يتكلم غيابه.. وليكتشف القارئ في نهاية المطاف أن من خط هذه السيرة إنما هو كائن يبحث عن كنهه في حالة من التماهي الصوفي.