ما يلفف النظر في وضع اللغة العربية أن ألأدوات الأساسية لتعلمها ويسير استعمالها والتفقه فيها لم تحظ بالتجديد الذي حظيت به مثيلاتها من اللغات الأخرى، بل ما زال القاموس هو قاموس القرن الثاني الهجري (أو الرابع في أحسن الأحوال) تصورا وتأليفا ومادة، ومازالت قواعد اللغة هي قواعد نحاة القرن الثاني. فليس هم اللساني العربي فقط أن يعيد الن...
قراءة الكل
ما يلفف النظر في وضع اللغة العربية أن ألأدوات الأساسية لتعلمها ويسير استعمالها والتفقه فيها لم تحظ بالتجديد الذي حظيت به مثيلاتها من اللغات الأخرى، بل ما زال القاموس هو قاموس القرن الثاني الهجري (أو الرابع في أحسن الأحوال) تصورا وتأليفا ومادة، ومازالت قواعد اللغة هي قواعد نحاة القرن الثاني. فليس هم اللساني العربي فقط أن يعيد النظر في تصور طبيعة اللغة العربية وخصائصها و المناهج الكفيلة بمعالجتها، بل هو مطالب، استعجالا كذلك، برسم الأدوات اللائقة بتنمية طاقة المستعمل، علاوة على أنه مطالب بالبحث في وسائل تطويع اللغة لجعلها لغة وظيفية، ومن شأن هذا البحث أن يلقي بعض الضوء على اللغة العربية في وقاعها النظري والعلمي، في جوانب تخص تركيبَها ومعجمها، وأساليب تنميتها.