في مناخ عربي مأزوم من شتى النواحي يكثر الحديث عن النقد الأدبي وعن التردي الذي تعاني منه الساحة النقدي انعكاساً لهذا الواقع العربي، وهو ما يجعل عدداً من النقاد يُرجعون ذلك الى تردٍ آخر تعاني منه الساحة الإبداعية.والحقيقة – من وجهة نظري – أن الإبداع بأشكاله المختلفة بخير وكذلك النقد الأدبي بمدارسه المختلفة. وأنهما يعيشان حالة من ا...
قراءة الكل
في مناخ عربي مأزوم من شتى النواحي يكثر الحديث عن النقد الأدبي وعن التردي الذي تعاني منه الساحة النقدي انعكاساً لهذا الواقع العربي، وهو ما يجعل عدداً من النقاد يُرجعون ذلك الى تردٍ آخر تعاني منه الساحة الإبداعية.والحقيقة – من وجهة نظري – أن الإبداع بأشكاله المختلفة بخير وكذلك النقد الأدبي بمدارسه المختلفة. وأنهما يعيشان حالة من الانتعاش غير المسبوق، وأن تأثير الأزمنة الراهنة لا يعكس نفسه على الإبداع والنقد الأدبي بقدر ما ينعكس على الواقع السياسي والإجتماعي، يضف الى ذلك أن كبار النقاد في الوطن العربي يميلون الى التنظير وينصرفون عن النقد التطبيقي وعن متابعة الأعمال الإبداعية التي تملأ المكتبات، وفيها ما يلفت الانتباه ويستحق المتابعة. أما عن كتابي هذا فما هو إلا إحدى المحاولات التي تعكس أثر التلقي وما يوحي به الى نفس القارئ من استجابة جوهرية تنطوي على بعض الأسئلة وأحياناً على بعض الإجابات. وكل الموضوعات المنشورة فيه من نتاج الأعوام الثلاثة الأخيرة، باستثناء القراءات الخاصة بكل من يحيى يخلف وعبد الله الجفري والراحل يحيى الطاهر عبد الله فقد ظهرت ما بين الثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت. وهذه الإشارة ربما أفادت ناقداً يهتم بقديم الناقد الأدبي وجديده.