هناك سؤال يشغل بال العديد من القادة والمديرون و هو كيف استطيع أن أزيد من أرباح المؤسسة وفي نفس الوقت كيف استطيع أن استثمر بشكل ناجح في تكنولوجيا المعلومات لتحقيق الأهداف المرجوة؟ يشهد العالم حالياً تغيرات جوهرية في مجال التطبيق التقني، خاصة فى مجال المعلوماتية، بالاضافة الى تغيرات جوهرية في تناول علم الإدارة كمنهج وأسلوب دون الم...
قراءة الكل
هناك سؤال يشغل بال العديد من القادة والمديرون و هو كيف استطيع أن أزيد من أرباح المؤسسة وفي نفس الوقت كيف استطيع أن استثمر بشكل ناجح في تكنولوجيا المعلومات لتحقيق الأهداف المرجوة؟ يشهد العالم حالياً تغيرات جوهرية في مجال التطبيق التقني، خاصة فى مجال المعلوماتية، بالاضافة الى تغيرات جوهرية في تناول علم الإدارة كمنهج وأسلوب دون المساس بالمبادىء والأسس التي قام عليها. حيث تعتبر جودة التعامل مع المعلومات من العوامل الأساسية التي يمكن أن تغير من الوضع الحالي غير المقبول فى العمل الإدارى في دول العالم الثالث مع قدوم القرن الحادي والعشرين، قرن الاقتصاد المبني على المعرفة والإدارة بالمعلوماتية. إن الكثير من المنظمات والشركات في الدول النامية تتجه نحو تبني سياسات واستراتيجيات للعلم والتكنولوجيا، حيث أنها تشعر أكثر من السابق أنها لم تعط موضوع التطبيق التنموى للتكنولوجيا حقه، مما يتطلب إجراء تغييرات في منظومة الإدارة التقليدية وتفعيل التكنولوجيا كمنهج يهدف للتطوير القادر على إيجاد نظام إدارى متقدم يعتمد على تكنولوجيا المعلومات. يمتاز هذا العصر باستخدام تكنولوجيا المعلومات فهو عصر المنظمات و عصر التغيير فكلّ شيء وكلّ فرد وكلّ مؤسسة قائمة على المعلومات حيث أن جميع المؤسسات الخاصة والعامة كلها مبينة على تداول وتبادل المعلومات لذا فإن المعلومات هي المقياس الذي نقيس به قوة المنظمات فمن يمتلك المعلومة في الوقت المناسب والمكان المناسب في هذا العصر يمتكلك القوة والمال والسيطرة وهو السلاح الفعّال الذي يوصل الأشخاص إلى تحقيق أهدافهم ويوصل الشركات إلى الريادة والسيطرة على الأسواق فمن لديه المعرفة وكيفية إدارة هذه المعرفة بالتقنيات الحديثة سوف يسيطر ويظهر على غيره ولو بعد حين. بالإضافة إلى ذلك فإن المعلومات الضخمة والتي يتم تبادلها تحتاج إلى أدوات وأجهزة تقوم بمعالجتها وتنظيمها وحفظها واسترجاعها عند الحاجة بالسرعة الممكنة كالحاسوب والإنترنت والبرمجيات المختلفة وتحتاج إلى عناصر بشرية تضم عناصر إدارية ومستخدمين ومتخصصين. إن أي مؤسسة أو منظمة تحتاج إلى من يقودها إلى النجاح وتحقيق الأهداف الموضوعة مثل الطائرة التي في السماء فهي لديها هدف هو الوصول إلى الهدف المخطط له، فنجاح تحقيق هذا الهدف يعتمد وبالأساس على قبطان الطائرة، حيث أن هذه الطائرة لا بد لها من أن تواجه العديد من المطبات والمشكلات فإذا كان هذا القبطان على دراية وقدرة عالية في الطيران ولديه المعلومات والخبرات المناسبة فإنه سوف يوصل هذه الطائرة إلى وجهتها بسلامة وأمان، وأما إذا كان القبطان بدون خبرة وبدون معلومات كافية لمواجهة المطبات والمشكلات التي تمر بها فإن هذه الطائرة لن تصل إلى بر الأمان، بل ومن الممكن أن تسقط هذه الطائرة وهذا هو الحال بالنسبة إلى المنظمات فهي تعتمد بشكل أساسي على القيادة الجيدة والتي تقوم بوضع الخطط والاهداف والعمل على تحقيقها بنجاح باستخدام كلّ التقنيات الحديثة المتوفرة. ففشل الإدارة يعني فشل الشركة وبالتالي الخسارة ومن ثم السقوط في المشاكل التي تتبع هذا السقوط. هناك منظمات مثل شركة تويوتا والتي لها ميزانية تفوق ميزانية الكثير من الدول النامية حيث أن هذه الشركة استثمرت في تكنولوجيا المعلومات في العام 2006 م بقيمة 1.7 مليار دولار وهذا مبلغ كبير يشكل جانب استثماري من أجل تحسين أداء الشركة والخدمات التي تقدمها لعملائها. إن العملية الإدارية الناجحة لتكنولوجيا المعلومات في الشركات شيء لا بد منه من أجل البقاء والمنافسة، وإن هذه الإدارة تحتاج إلى خبرة ورأس مال ومعرفة وتكنولوجيا حديثة مثل الانترنت والشبكات. تأتي أهمية هذا الكتاب في ظل الاهتمامات الحالية لتطوير المنهجية الإدارية، حيث يسهم هذا الكتاب في إلقاء الضوء على التقنيات الحديثة المستخدمة في أسلوب الإدارة والمبني على تكنولوجيا المعلومات الرقمية واقتراح المعالجات المختلفة للحدّ من المشكلات القائمة الناتجة من النمط الإدارى التقليدى المسيطر على التنمية فى منظمات وشركات الدول النامية والعربية مما أوجد الحاجة إلى ضرورة التطوير المنهجى للطرق التقليدية ودعم استيعاب التغيرات العالمية.