في شعاع الأصيل شحوب ساج يستهوي المدنفين: وفي الظلال الزرقاء مأوى ناعم للنفس، وقد أشرفت على الفناء وفي أماسي الخريف الرطبة ما يغري الموجود الحي بالانطواء على نفسه تأهبًا للموت، إلى نحو من هذا الجوِّ الباهت استجابت الروح اليونانية بعد أن صعدت في معراج السمو الروحي حتى الدرجة العليا التي يسر لها بلوغها أقصى قواها، فأرهقها هذا التصع...
قراءة الكل
في شعاع الأصيل شحوب ساج يستهوي المدنفين: وفي الظلال الزرقاء مأوى ناعم للنفس، وقد أشرفت على الفناء وفي أماسي الخريف الرطبة ما يغري الموجود الحي بالانطواء على نفسه تأهبًا للموت، إلى نحو من هذا الجوِّ الباهت استجابت الروح اليونانية بعد أن صعدت في معراج السمو الروحي حتى الدرجة العليا التي يسر لها بلوغها أقصى قواها، فأرهقها هذا التصعيد، ولم يكن في وسعها بعد إلا أن تنحدر حتى الهاوية، منهوكة مهزولة، فاتجهت ببصرها الكليل إلى الجانب الشاحب في الوجود، تستلهمه نظرة في الحياة جديدة، تعبِّر عن حالها هذا الحزين.