بلغ عبد العزيز سن الزواج فأخبر بني أمية أنه يريد أن يتزوج ليلى بنت عاصم بن عمر، فإذا بالفزع ينتاب بني أمية؛ كانوا يذكرون شدة عمر وعدله. وكانوا يعرفون أن العرق دساس، فخافوا أن تأتي حفيدة الفاروق برجل منهم يشب على خصال جده، فيحرمهم مما بلغوه من ترف على حساب المسلمين وهضم حقوقهم، فأخذوا يحاولون أن يثنوا عبد العزيز عن عزمه. ولكن عبد...
قراءة الكل
بلغ عبد العزيز سن الزواج فأخبر بني أمية أنه يريد أن يتزوج ليلى بنت عاصم بن عمر، فإذا بالفزع ينتاب بني أمية؛ كانوا يذكرون شدة عمر وعدله. وكانوا يعرفون أن العرق دساس، فخافوا أن تأتي حفيدة الفاروق برجل منهم يشب على خصال جده، فيحرمهم مما بلغوه من ترف على حساب المسلمين وهضم حقوقهم، فأخذوا يحاولون أن يثنوا عبد العزيز عن عزمه. ولكن عبد العزيز أصر على رأيه إعجابًا بالفاروق، وبابنه عبد الله. وتزوج عبد العزيز بن مروان ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وحملها إلى الشام ليعيشا في بحبوحة من العيش كما يعيش الأمويون حكام الدولة الإسلامية المترامية الأطراف. وهلك معاوية وبايع الناس يزيد بن معاوية بالخلافة، فلم يعد الأمر شورى بين المسلمين بل أصبح ملكًا يتوارثه الأبناء عن الآباء. ولم يرض الحسين بن علي عن ذلك فخرج من المدينة إلى الكوفة ليجمع الناس لمحاربة يزيد بن معاوية، ليعود الأمر شورى كما كان في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة. وفي كربلاء قتل الحسين بن علي، وفي هذا العام وضعت ليلى بنت عاصم ذكرًا في قصر من قصور الشام، وقد فرح به عبد العزيز فرحًا شديدًا، ولما كان من أشد المعجبين بعمر بن الخطاب فقد أسمى وليده عمر، عمر بن عبد العزيز، فمن يدري فقد تتحقق فيه نبوءة جده الفاروق ويملأ الأرض عدلًا؟