سلطان العارفين أبو يزيد البسطامي

كان لابد من أن ينشط المؤمنون الصادقون فى طريق الدعوة إلى الله, وأن يضاعفوا الجهد فى هداية الإنسانية إلى الإيمان وما يتضمنه من فضائل وما ينتج عنه من أمن الناس على دمائهم وأموالهم, وأعراضهم.وصور الدعوة إلى الإيمان تتنوع وتتعدد, فمنها: الدعوة مثلا عن طريق إيضاح موضوع الرسالة الذى يتنوع هو الآخر ويتعدد, فيكون بيانا للقرآن الكريم, أو شرحا للأحاديث النبوية الشريفة. ومنها الدعوة عن طريق الكتابة فى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم, وهو-صلوات الله عليه وسلامه- المثل الكامل لتطبيق الرسالة وإخراجها إلى الواقع كما أحب الله سبحانه وتعالى لها. ومنها: الكتابة عن الشخصيات التى سارت فى طريق الله تعالى ملتزمة شريعته سبحانه.وهذا الكتاب حلقة فى هذا السبيل إنه عن شخصية عظيمة, وككل الشخصيات العظيمة اختلف فيه الناس, وتباينت آراؤهم ولقد أردنا من هذا الكتاب بيان أمرين: شرح المثل الكريمة, والفضائل النفيسة التى كانت شعار هذا الرجل العظيم, والتى استمدها من القرآن والسنة, وإن فى معرفتها هداية وإرشادا لمن يتلمسون الطريق فى صورة من صوره الصادقة ممثلا فى شخصية أحبت الله حبا ملك عليها السمع والبصر والكيان كله. والأمر الثانى الذى كام من أهداف هذا الكتاب هو بيان القيقة عن هذه الشخصية فى واقعها الصادق.