تحكى الكاتبة على لسان جدتها ما حدث للجنود المصريين فى السودان. «فما ان دخل الإنجليز مصر حتى عرفوا أن جيشها على قلته ليس جيشا يستهان به».فقالوا إلى هذه الشوكة فى سبيل أخذ البلاد نقلعها ونستريح من خطرها. وهكذا دبروا ما يسميه التاريخ «موقعة هكس».فبعد ثلاث سنوات من دخولهم مصر جاءتهم الفرصة سانحة مواتية. قامت ثورة المهدى فى السودان و...
قراءة الكل
تحكى الكاتبة على لسان جدتها ما حدث للجنود المصريين فى السودان. «فما ان دخل الإنجليز مصر حتى عرفوا أن جيشها على قلته ليس جيشا يستهان به».فقالوا إلى هذه الشوكة فى سبيل أخذ البلاد نقلعها ونستريح من خطرها. وهكذا دبروا ما يسميه التاريخ «موقعة هكس».فبعد ثلاث سنوات من دخولهم مصر جاءتهم الفرصة سانحة مواتية. قامت ثورة المهدى فى السودان واستفحل أمرها، فحشدوا عشرة آلاف جندى مصرى وأرسلوا معهم القائد « هكس» الإنجليزى. ولم يشك أحد من المصريين آن ذاك فى أن الإنجليز لا يريدون بهذا الجيش الا أن تخمد ثورة المهدى فى السودان. فسار الجيش وآمال المصريين معلقة به. سار الجيش ووراءه قائده سليمان نيازى باشا وئيس أركان حربه هكس باشا. وتحمل الجيش ما تحمل من مشاق الطريق، وألم الجوع والصبر على العطش. وما قاربوا «الأبيض» بعد انتصارهم على وكيل المهدى قربها حتى طمعوا فى فتحها، وأرسلوا إلى الحكومة لتأذن لهم فأذنت.