ككلّ احتلال عسكري واكبتْهُ حملةٌ إعلامية منه لتضليل العدو أو لتزوير الحقائق أو لتلميع صورته، سعى الاحتلال الأمريكي للعراق في التوسّل بالأدوات الإعلامية سلاحاً استراتيجياً في الحرب والغزو والاحتلال. وأُعدّت حملاتُه الإعلامية بعناية فائقة لاختراع حقائقَ ليست تنتمي إلى الواقع: تبريراً للحرب، وخداعاً وتضليلاً للرأي العام العالمي.ومث...
قراءة الكل
ككلّ احتلال عسكري واكبتْهُ حملةٌ إعلامية منه لتضليل العدو أو لتزوير الحقائق أو لتلميع صورته، سعى الاحتلال الأمريكي للعراق في التوسّل بالأدوات الإعلامية سلاحاً استراتيجياً في الحرب والغزو والاحتلال. وأُعدّت حملاتُه الإعلامية بعناية فائقة لاختراع حقائقَ ليست تنتمي إلى الواقع: تبريراً للحرب، وخداعاً وتضليلاً للرأي العام العالمي.ومثلما سعت إدارة بوش في «شيطنة» صورة العراق تبريراً منها للغزو، انتهى التيقّظ العام العالمي إلى إدراك سخف تلك «الشيطنة»، وجنح قسمٌ كبير منه إلى «شيطنة» صورة الإدارة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية.تدور مواد هذا الكتاب حول موضوعين مترابطين هما: صورة الاحتلال الأمريكي ومصيره. صورته عن نفسه، وصورة العالم عنه. ثم المصير الذي تأخذه إليه تناقضاتُه وتهالكه في الداخل العراقي أمام إرادة المقاومة ومشروعها لدحره وتحرير الوطن، وبناء العراق الديمقراطي الموحّد.هذا الكتاب هو استئناف لما سبقه من كتب نشرها مركز دراسات الوحدة العربية حول العراق في السنتين الأخيرتين: مُتابعةً للأوضاع فيه، وتحليلاً للديناميات المختلفة التي تصنع تلك الأوضاع.