هدفت هذه الدراسة إلى رصد وتحليل العوامل والمحددات التي أسهمت بصورة أو بأخرى في خلق المناخ الأمني المعقد المحيط بـ"إسرائيل"، تحديداً في الفترة الزمنية من 1991-2006، وإبراز مصادر التهديد التي لحظتها الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية في تلك الفترة، سواء المهددات الداخلية التي تتمثل بـ(المقاومة الفلسطينية، والخطر الديموغرافي)، أو الخ...
قراءة الكل
هدفت هذه الدراسة إلى رصد وتحليل العوامل والمحددات التي أسهمت بصورة أو بأخرى في خلق المناخ الأمني المعقد المحيط بـ"إسرائيل"، تحديداً في الفترة الزمنية من 1991-2006، وإبراز مصادر التهديد التي لحظتها الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية في تلك الفترة، سواء المهددات الداخلية التي تتمثل بـ(المقاومة الفلسطينية، والخطر الديموغرافي)، أو الخارجية المتمثلة بـ(إيران وبرنامجها النووي، الصواريخ البالستية، و"الإرهاب" والأصولية الإسلامية، والجبهة الشمالية: سورية وحزب الله)، كذلك إعطاء تصور مستقبلي لمعالم استراتيجية "إسرائيل" الأمنية، واستشراف مستقبلها، وبالتالي فإن ما تم طرحه في هذه الدراسة على بساط البحث والتقويم هو رد على تساؤلات مثل: ما التغيرات والتحولات التي طرأت على مفهوم الأمن الإسرائيلي في الوقت الراهن؟ وما التهديدات التي باتت تواجه؟ وكيف ستكون انعكاساتها على مستقبل الأمن الإسرائيلي؟ وتأسيساً عليه، فإن كحالة تطبيقية لهذا التساؤلات، تعنى هذه الدراسة، بتناول الصيغ التقليدية، والمستجدات الخاصة، التي يواكبها أمن "إسرائيل"، وتغير سلم التهديدات المتصورة، في ظل تغير المعطيات الاستراتيجية والسياسية في المنطقة.وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تسعى إلى معرفة استراتيجية "إسرائيل" الأمنية، وسياساتها الحالية والمستقبلية، وـأثير ذلك على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي عموماً، والفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص، وكذلك على مستقبل عملية السلام في المنطقة، وترى الدراسة أن وضوح معالم السياسات الأمنية الإسرائيلية سيحدد ملامح التعامل معها.ولتحقيق أهداف الدراسة والإجابة على تساؤلاتها، استندت الدراسة على المنهج التاريخي والمنهج التحليلي.انطلقت الدراسة من فرضية رئيسية مفادها أن "المستجدات التي طرأت على النظرية الأمنية الإسرائيلية في العقد الأخير من القرن العشرين، أفضت إلى جعل الأمن الإسرائيلي أكثر تهديداً من ذي قبل:,وأخذ بعين الاعتبار ضرورة وجود التوافق بين مقولات الدراسة والتقسيم، فقد اشتملت هذه الدراسة على أربعة فصول وخاتمة، تناول الأول منها الأطر المفاهيمية للأمن الإسرائيلي. أما الفصل الثاني فقد تم فيه استعراض المهددات الداخلية والخارجية، التي أصبحت تواجه أمن "إسرائيل". وفيما يتعلق في الفصل الثالث، فقد حاولت الدراسة في إطاره التعرف على استراتيجية "إسرائيل" العسكرية. بينما ركز الفصل الرابع والأخير على خيارات الأمن والسلام، من حيث أيهما أهم لـ"إسرائيل"، الأمن أن السلام.