تمضي القرون والأدهار، وشخصية محمد صلى الله عليه وسلم موضع اهتمام الكتّاب والدارسين على اختلاف نحلهم وشتى مذاهبهم يجدون فيها المادة الخصبة للدراسة الجديدة أبداً، ويلتمسون لديها ما يجلو أسرار العظمة الإنسانية كما تمثلت في بشر رسول، بهر الدنيا وصنع التاريخ، وانه ليأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. ذلك أن الإنسانية-على كثرة من عرفت في ت...
قراءة الكل
تمضي القرون والأدهار، وشخصية محمد صلى الله عليه وسلم موضع اهتمام الكتّاب والدارسين على اختلاف نحلهم وشتى مذاهبهم يجدون فيها المادة الخصبة للدراسة الجديدة أبداً، ويلتمسون لديها ما يجلو أسرار العظمة الإنسانية كما تمثلت في بشر رسول، بهر الدنيا وصنع التاريخ، وانه ليأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. ذلك أن الإنسانية-على كثرة من عرفت في تاريخها الطويل من رسل وأنبياء، وقادة وأبطال، ستظل أبد الدهر ترنو إلى هذا النبي العربي الذي اصطفاه الله تعالى بشراً رسولاً، فكانت هذه البشرية آية عظمته، بقدر ما هي تكريم للبشرية.وتقول الكاتبة بنت الشاطئ بأن هذا الإيمان العميق بعظمة البشر الرسول، هو الذي وجّه دراساتها للجوانب التي اختارتها من شخصيته الفذة. فكان كتاب عن "أم النبي" محاولة لفهم جانب النبوة في الوليد اليتيم الذي وضعته امرأة من قريش تأكل القديد، كما تضع كل أنثى من البشر، ليكون بعد ان يبلغ أشده، المصطفى المبعوث بآخر رسالات الدين. وكان كتابه من "نساء النبي صلى الله عليه وسلم" محاولة لدرس شخصية الزوج الرسول، إذ يمارس حياته الزوجية في بيته ببشرية سوية، لم تجردها النبوة من العواطف والرغبات، ولم تنكر على نسائه-أمهات المؤمنين-نوازع الفطرة وميراث حواء.وأما كتابها الذين نقلب صفحاته فهو عن "بنات النبي" صلى الله عليه وسلم تحاول فيه تقديم شخصية الأب الرسول، واجتلاء عاطفة الأبوة، ممثلة في شخص نبي إنسان، سوّاه الله بشراً وأراد له أن يكون والداً لبنات أربع، في بيئة وأدت الإناث وفُتِنَت بالبنين. وأما منهجية الكاتبة فقد كانت بعيدة عن شطط القلم وجنوح الخيال حيث جاء البحث في إطار تاريخي أصيل بعد الرجوع إلى المصادر الأصلية، ولم يكن من عمل للكاتبة سوى جهد البحث وأمانة النقل وأسلوب التناول والأداء اللذين تميزت بهما في كتاباتها.