كان شعار "موت المؤلف" الرمزي في النقد البنيوي إذاناً بانتقال بؤرة الاهتمام من السياقات الاجتماعية والشخصية إلى النص الإبداعي. ولم يلتزم به أي ناقد حصيف على الإطلاق، بل لم يكن بوسع الباحث في شبكة العلاقات النصية المنتجة للدلالة الأدبية أن يقطع الشرايين التي تربطها بالبنية التواصلية الكلية إلا على سبيل الإجراء الوقائي الموقوت، ريث...
قراءة الكل
كان شعار "موت المؤلف" الرمزي في النقد البنيوي إذاناً بانتقال بؤرة الاهتمام من السياقات الاجتماعية والشخصية إلى النص الإبداعي. ولم يلتزم به أي ناقد حصيف على الإطلاق، بل لم يكن بوسع الباحث في شبكة العلاقات النصية المنتجة للدلالة الأدبية أن يقطع الشرايين التي تربطها بالبنية التواصلية الكلية إلا على سبيل الإجراء الوقائي الموقوت، ريثما تتم له المرحلة الداخلية في التحليل. وسواء عنى بعد ذلك صراحة بالإفصاح عن طريقة وصل هذه العلائق حتى تدب الحياة الدافقة في جسد النص أن ترك هذه الخطوة لذكاء القارئ، فقد كان إدراك السياقات المتضفرة دائماً أمراً ضرورياً للفهم والدخول في لعبة المعنى بأشكالها المتنوعة.وكنت دائماً أشفق على من يلتقط هذا الشعار للسخرية أو التنديد، في سوء فهم متعمد لإشارته المجازية، وأوثر أن تفصح الكتابات النقدية ذاتها عن طبيعتها المركبة، بدلاً من الشجار حول الكلمات، لكنني أخذت ألاحظ على كتابتي في الأونة الأخيرة أنها أخذت تميل بالتدريج إلى أبرز الطابع الشخصي الحميم لمن تكتب عنهم وللكتابة ذاتها وهذا الكتاب نموذج لذلك.
