ديوان شعر مشترك بين عبدالوهاب عزاوي- ممدوح رزق - صلاح حسن ما يشبه المقدمةفي عالمٍ يهذي نبتنا كطحالبَ صغيرةٍ ..أعطونا أسماءنا وحقائبَ شاحبةً تنتفض في الصدور ..وقالوا إنها قلوبكم فاحفظوها .على تخوم الوحشة كبرنا ،وقتها كان الحلم هيولى نصنعها وتصنعنا ..سرنا في دروبٍ ضيقةٍ إلى سجونٍ معتمة تسمى مدارس أو جامعاتٍ أو وظيفة ..وكان الوطن ك...
قراءة الكل
ديوان شعر مشترك بين عبدالوهاب عزاوي- ممدوح رزق - صلاح حسن ما يشبه المقدمةفي عالمٍ يهذي نبتنا كطحالبَ صغيرةٍ ..أعطونا أسماءنا وحقائبَ شاحبةً تنتفض في الصدور ..وقالوا إنها قلوبكم فاحفظوها .على تخوم الوحشة كبرنا ،وقتها كان الحلم هيولى نصنعها وتصنعنا ..سرنا في دروبٍ ضيقةٍ إلى سجونٍ معتمة تسمى مدارس أو جامعاتٍ أو وظيفة ..وكان الوطن كالحاً كثياب الجنود وهم يحرسون حقول أرواحنا من فكرةٍ متآمرة على ظلال الله على القبور ،لكلٍ منا ذاكرته الحسية الشاسعة في بلده " مصر أو سوريا أو العراق " أو في منفاه لاحقاً "هولندا بالنسبة للصديق صلاح حسن" ووقتها نبتت المسامير في أيدينا ولم نسر على الماء ..ولكنْ سرنا في القصيدة ..جاءت القصيدةُ عفويةً ومرةً كعشب السماء و نحن نصرخ في برارينا وأنوفنا ترتطم بالجدار ..كنا نحلم بأشياءَ بسيطةٍ كالحب والحرية وابتسامةٍ حرةٍ وعفوية وسماواتٍ أكثر صفاءً .جمعنا نصوصنا من أحلامنا ورؤانا ومن الشوارع و الحوانيت والمقاهي والحافلات والحدقات وماوراءها ..من الثياب الداخلية و الكأس المشعورة والخبز العفن والسماء المحنطة والبغايا الجائعات والفراش البارد وظلال الجدران وما عليها من قُبلٍ كسيرة وأحاديث بسيطة وعميقة وتافهة وخطيرة وعادية كالحياة ذاتها ..كانت الحياة فيلماً طويلاً نلمسه و نعدل من ملامحه على البياض ...بياض الروح أولاً ثم بياض الورق ثم بياض الإنترنت..لماذا الإنترنت ..؟!.. لأننا ندرك حجم الهاوية التي تقع فيها الثقافة العربية وندرك قحط مؤسسات النشر العربية وفقرها الروحي ..ولأننا نحلم بسماءٍ واسعة للتجريب والبحث الحر الخارج عن كل القيود والقوالب ،واعتبرنا الشعر حقلاً شاسعاً و ومدهشاً ومنفتحاً على كل شيء كما الحياة .وقلنا ما يشبه الكلام لأنفسنا أولاً ..فاندهشنا ثم ضحكنا وحزنا وهربنا كأرامل الظباء نحو نصٍٍ آخر نحرثه بأرواحنا ..وحبونا على تخومٍ بكرٍ نحمل حقائبنا القديمةَ ذاتها وما فيها من شجن لننثره في الهواء كرسائل فوضوية للجميع ..لنا وللأحياء الآخرين والميتين أيضاً وللجمادات والحيوات الأخرى من زهورٍ وسماوات ..ولا نعلم إن كان هناك جوابٌ ما ..في عالمٍ محمومٍ طبعنا قلوبنا على زجاج الحياة ..وقلنا مازالت الطريق طويلة ونحن لا نحلم بالوصول بل بصحبة الدرب الحميمة ..وبياسمينٍ يعرش فوق ضلوع الميتين ولم ندّعِ أن نصوصنا عظيمة واكتفينا بأنها صادقة ودافئة كشاي المساء.واتجهنا للخيال والفضاء الواسع ..وها نحن ننشر أرواحنا مرة أخرى في هذا الديوان الجماعي على حبالٍ بين عيونٍ تلتقي صدفةً في الفضاء التخيلي المسمى إنترنت وتركنا أرواحنا لتجف من أثر الدموع ..هواجسنا متقاربة وحزننا له رنين معدني ..وحلمنا البري يسعى للبحث عن أساليب جديدة في الكتابة ..ونسهم في التأسيس لها بالشعر والإبداع أولاً ونتحاشى التنظير لهاها نحن نشهر أضلاعنا كأنياب الفيلة لنهجم على ما يؤرقنا ونبقر بطنه ..لسنا دونكيشوتات لأن هواجسنا تنطلق من اليومي والمعاش بالإضافة للحلم .غضبنا من الظلم والقمع والبلاد المدجنة والوحدة في الليل والأرق العنيد النابت كنصلٍ بين العينينفرفعنا أصابعنا لنحفر الجدار وارتجلنا نبوءاتنا وتمائمنا ..وصهرنا أرواحنا " ممدوح رزق وصلاح حسن وعبدالوهاب عزاوي "وصرخنا بأعلى صوتنا ليفيق العالم .. فكان هذا الديوان " ملامح وعرة "...عن أسرة الديوان عبدالوهاب عزاوي