يتأسس الوعي النقدي في هذا التأليف، من منطلق رصد/ ترصد جماليات الكتابة السردية العربية الحديثة، فالمتداول كون تحقق الكتابة السردية وفق الصورة التي تتمرأى فيها ومن خلالها، يفرض الإرتهان لصيغة جمالية بمثابة إطار شكلي لإحتواء مادة...هذه الصيغة لا يمكن أن تكون واحدة، مثلما لا يمكن أن تكون حائزة قوة جدة ما... ويحق على السواء القول بإس...
قراءة الكل
يتأسس الوعي النقدي في هذا التأليف، من منطلق رصد/ ترصد جماليات الكتابة السردية العربية الحديثة، فالمتداول كون تحقق الكتابة السردية وفق الصورة التي تتمرأى فيها ومن خلالها، يفرض الإرتهان لصيغة جمالية بمثابة إطار شكلي لإحتواء مادة...هذه الصيغة لا يمكن أن تكون واحدة، مثلما لا يمكن أن تكون حائزة قوة جدة ما... ويحق على السواء القول بإستجلاء المكونات الجمالية بما هي كتابة، صورة، غير ممكن سوى في حدود يتيحها النص موضوع التقصي، البحث، التحليل والدراسة...من ثم فتأليف موضوعنا، لا ينزع منزع إدعاء الإحاطة الكلية، وإنما في سياق الحدود المسموح بها، يتغيا التوقف على خاصات إن لم تقل مكونات في قواعد بلاغية تفرض ذكاء القراءة بغية التقاط تفاصيل اللعب السردي الجدي في أرقى الإيقاعات السردية...إن النص (قصة/ رواية) أساساً، يكتب/ ينكتب بتمثل لحظتين: لحظة التحويل، تحويل الواقعي إلى خيالي ضدا على ما يمكن أن يعد إنعكاساً... ولحظة التصريف في أفق كونها التمثل المنتج والفاعل لقراءات، مقروءات لا يمكن إستواء وإكتمال النص في غيابها... فالنص يكتب/ ينكتب في حوار نصوصي ظاهر كضم نصوصي أو غائب يتم إستقصاؤه... فكما يفرض النص ذكاء القراءة، يتأسس على ذكاء الكتابة... بيد أن المسافة بين الذكاءين، تنحصر في بلاغة النص كإمكان من ثوابته تعدد القراءات، التفسيرات والتأويلات، وهو ما يغني معنى النص - معانيه...دأب التلقي العربي بإعتباره وعياً بآليات إنتاج الكتابة الإبداعية، ربط الخاصات البلاغية بجنس الشعر... ومن ثم تعددت التآليف قديمها وحديثها المركزة على خاصة ما، مكون ما، مظهر أسلوبي في قصيدة من القصائد، دون أن يطول الأمر محفل الكتابة السردية القديمة والحديثة، وكأن السارد لا يوظف خاصات كالحذف، الإرجاء، التضمين، التقديم، التأخير، الترتيب، الإعداد وغيرها...إلا أن الإجتهادات النقدية العلمية الحديثة أسست لقراءة النص السردي الحديث إنطلاقاً من هذه الخاصات، مع مطلق العلم بأنه وكما تسرد القصيدة حدثاً، فإن الرواية والقصة تنحوان المسار...لذلك، ولذلك كله، يحاول هذا التأليف الإجتهاد في هذا السياق بإستحضار بعض الخاصات البلاغية في شق نظري/ تطبيقي، وآخر من خلال تطبيقات حول / على كتابات روائية حديثة تكاد تأتلف فيما بات يعرف بالتخييل الذاتي...