حين أنعم الله -تقدس اسمه- على بتأليف كتابى: "الوجيز فى تفسير القرآن الكريم" كنت أرجع فى تفسير القسم القرآنى إلى كتاب "التبيان فى أقسام القرآن" لابن قيم الجوزية. ورأيت أن أضع بجوار عمله القيم هذا الموجز لعرض القسم فى القرآن عرضاً مبسطاً دقيقاً تيسيراً على القراء، والصفحات التالية فى عرض القسم فى القرآن موزعة فى بابين: باب أول خاص...
قراءة الكل
حين أنعم الله -تقدس اسمه- على بتأليف كتابى: "الوجيز فى تفسير القرآن الكريم" كنت أرجع فى تفسير القسم القرآنى إلى كتاب "التبيان فى أقسام القرآن" لابن قيم الجوزية. ورأيت أن أضع بجوار عمله القيم هذا الموجز لعرض القسم فى القرآن عرضاً مبسطاً دقيقاً تيسيراً على القراء، والصفحات التالية فى عرض القسم فى القرآن موزعة فى بابين: باب أول خاص بالمقسم به، وهو فى ثلاثة فصول: فصل عن الذات العلية والملائكة والقرآن، وفصل ثان عن الظواهر الكونية، وفصل ثالث عن نفس الإنسان وما يتصل به من القلم فى الكتابة والخيل فى الحرب والأماكن المقدسة. وباب ثان عن المقسم عليه، وهو أيضاً فى ثلاثة فصول: فصل عن أصول الإيمان، وفصل ثان عن أحوال الناس، وفصل ثالث عن المعاد وما يرتبط به من البعث والحساب والجزاء.وقد يقال: ما الحكمة فى قسم الله تعالى المتكرر فى القرآن، وهو إن كان لإقناع المؤمن فهو مقتنع بكلام ربه ولا يحتاج إليه، وإن كان لإقناع الكافر فهو لا يقتنع به، لأنه مكذب لكل ما يسمعه من القرآن، فما الحكمة إذن فى القسم القرآنى؟ ولعل خير جواب أن العرب كانوا يكثرون من القسم على كلامهم، والقرآن نزل بلغتهم، فأكثر الله من استخدام القسم فى كلامه تأكيداً له مجاراة لهم. وقد يقال أيضاً لماذا لم يكتف الله فى القرآن بقسمه بنفسه، وأقسم مراراً بمخلوقاته؟ والجواب أن العرب كانوا يعظمون تلك المخلوقات ويقسمون بها فحاكاهم القرآن فى ذلك للفت العرب إليها والدلالة على قدرته العظمى فى خلقها وصنعها وما سخرها له، ومباحث القسم فى القرآن مباحث طريفة، وسأحاول فى الصحف التالية عرضها فى بابى المقسم عليه عرضاً ميسراً مبسطاً، والله أسأل أن يلهمنى دائماً السداد فى الفكر والقول والعمل.