أهم البعض أن دأب الجمعية الماسونية السعي في تقويض أركان المجتمع الإنساني وثل عروش الملوك والسلاطين ومحاربة الدين والهزء بالبسطاء وتمويه الحقائق على العالم بإخفاء أسرارها واتهمها آخرون بعبادة الشيطان والخيانة والنكث بالعهود والمواثيق وفهل ما لا يجوز فعله هذا ما يضلل به أعداء الماسونية والراغبون في ملاشاتها والطامعون في إخفاء النو...
قراءة الكل
أهم البعض أن دأب الجمعية الماسونية السعي في تقويض أركان المجتمع الإنساني وثل عروش الملوك والسلاطين ومحاربة الدين والهزء بالبسطاء وتمويه الحقائق على العالم بإخفاء أسرارها واتهمها آخرون بعبادة الشيطان والخيانة والنكث بالعهود والمواثيق وفهل ما لا يجوز فعله هذا ما يضلل به أعداء الماسونية والراغبون في ملاشاتها والطامعون في إخفاء النور لتدون لهم السلطة على البسطاء.وقد راجت هذه التهم التي رميت بها الماسونية رواجاً عظيماً في كل الممالك في بادئ أمرها وانتشارها وكثرت الإشاعات عنها إلى درجة سخر العقلاء منها فصار اسم الماسونية موضوع الشبهة ولا سيما في الشرق بأن أعضاءها ممن لا دين ولا ذمة لهم وزاد هذا الاعتقاد انضمام من لا أدب لهم إلى أعضائها ثم خروجهم منها. فإنك تجد مراراً كثيرة جماعة أقسموا بأعظم الإيمان على حفظ عهدها وكرامتها وخدمتها بما تصل إليه يدهم وربما كانت سبب ترقيتهم ونجاحهم ينكرونها ويطعنون عليها فهم شر من أعدائها الخارجين عنها ما دام عهدهم باطلاً.فهؤلاء وأمثالهم جعلوا البسطاء يتوهمون الشر في الماسونية ولذلك نسمع البسطاء يشتمون ويعيرون بقولهم يا ابن الكافر يا ابن الفرمسوني حتى إن بعضهم قال مرة شاكياً من أبناء ملته لو كنت مجوسياً أو ماسونياً ما عاملوني هذه المعاملة السيئة.على أن الماسونية جمعية أدبية أخذت على عاتقها خدمة الإنسانية وعضد الدين بأدبياتها وإصلاح الشعور وتنوير الأذهان. وأبوابها مفتوحة لك لكل من شاء الانتظام في سلكها من الأدباء والمهذبين لأن أهل الأديان يتشركون فيها على اختلاف أديانهم وتنازع عباداتهم وينتظم فيها الملوك والأمراء والأشراف والساسة على اختلاف أهوائهم وتضارب أميالهم وأحزابهم. وينتظم في سلكها العلماء والفلاسفة ورؤساء الأديان. وعدد أعضائها ملايين يجتمعون تحت لواء الحرية والمساواة والأخاء لقضاء غاية صالحة اجتمعوا عليها وهي خدمة البشرية وإعلاء منارها.ففي الماسونية ينسى كل حزب أغراضه وأمياله ويشترك مع اخوته في عمل الخير. ول صدق قول أعدائها لوجب ألا يكون الملوك عاملين على ثل عروشهم بأيديهم وإهلاك أنفسهم بأنفسهم ولوجب أن يكون الرهبان والمشايخ والحاخاميون دعاة لملاشاة أديان ينادون بصحتها ويقومون بنصرتها وهذا الحكم لا يصدر عن عاقل ولا يصدق به مجنون.واتهام الماسونية بأنها عدوة الدين كذب محض واختلاق مهين لأن دستورها الأساسي الإيمام بالله وخلود النفس والكتب المقدسة أركان هياكلها وزينة مجتمعاتها وبركة أعضائها.ولما كنت أعتقد أن الشرق مفتقر إلى مؤلفات في اللغة العربية لبيان حالة الماسونية وما ستر من مقاصدها أخذت على عاتقي خدمتها بالصدق والأمانة إظهاراً لشرفها وجليل غايتها.وقد كشف هذا الكتاب الأسرار التي يحسبها البسطاء عظيمة عقيمة الفائدة وأوضح الرموز والغاية التي وضعت لأجلها.