من بين الروائيين العرب اختار المؤلف عشرة من الكتاب المميزين وسبعين رواية للبحث عما أطلق عليه مباهج الحرية المفتقدة في الرواية العربية المعاصرة. وهو بهذا العمل يعبر عن اهتمامه بإبراز مفهوم الحرية في الروايات التي درسها. حيث رأى ضرورة أن نضع في اعتبارنا عند قراءة روايات الطاهر وطار أنه يبشر ليس بالحرية الإنسانية فقط من حيث أنها حر...
قراءة الكل
من بين الروائيين العرب اختار المؤلف عشرة من الكتاب المميزين وسبعين رواية للبحث عما أطلق عليه مباهج الحرية المفتقدة في الرواية العربية المعاصرة. وهو بهذا العمل يعبر عن اهتمامه بإبراز مفهوم الحرية في الروايات التي درسها. حيث رأى ضرورة أن نضع في اعتبارنا عند قراءة روايات الطاهر وطار أنه يبشر ليس بالحرية الإنسانية فقط من حيث أنها حرية سياسية ولكنه يبشر أيضاً بالاشتراكية والعدالة الاجتماعية تحقيقاً للحرية العامة من خلال مبادئ الثورة الجزائرية.ويجد المؤلف في الروايات عبد الرحمن منيف غير واجه واحد وهو الوجه السياسي للحرية وهو أسسا الحريات في العالم الثالث ولدى دراسته لروايات إميل حبيبي يلاحظ أنه لا يقدم في رواياته نظرية للخلاص العربي من الاحتلال الإسرائيلي والقمع الثقافي بقدر ما يقدم لنا أدباً ثورياً يسعى إلى تنوير الناس وينقل إلى دراسة أدب غالب هلسا حيث يذهب إلى أن مشكلة الحرية لديه ترتبط بالمرأة والسلطة السياسية والاجتماعية والثقافية وأزمة الثقافة التي هي نتاج طبيعي للمجتمع البطركي وللسلطة البطركية وللمرأة المقهورة وللرجل المقهور المستعبد للمرأة والمستعبد من قبل السلطة.ويجد المؤلف في روايات مؤنس الرزاز قاسماً مشتركاً واحداً يجعلها تبدو وكأنها رواية واحدة ذات موضوع واحد، كتبت في فترة زمنية واحدة، كما رأى أن محاور الحرية والبحث عنها والتمتع بمباهجها تتخذ لها مسارات عدة فهي تتعدى موضوع التجديد في الشكل الروائي إلى طرح مضامين حيوية ومعاشة ومعاناة كما أنها تحاول تعرية سلبيات الفرد العربي.كما رأى أن محاور الحرية والبحث عنها والتمتع بمباهجها تتخذ لها مسارات عدة فهي تتعدى موضوع التجديد في الشكل الروائي إلى طرح مضامين حيوية ومعاشة ومعاناة، كما أنها تحاول تعرية سلبيات الفرد العربي. ويرى المؤلف في دراسته الروايات يوسف أدريس أن الحرية ومباهجها لا يمكن أن تتحقق إلا إذا خرجت الثورة من دائرة الأقوال إلى دائرة الفعال، وأنه العمل وحده هو الذي يضمن للثورة أن تستمر وتبشر بالحرية كما أن الحرية في الثورة لا يمكن أن تتحقق مباهجها إلا إذا انبثقت مبادئ الثورة ولغتها من الشعب نفسه.أما يوسف القعيد فإنه يرى أن القرية العربية هي الأم الولود وهي المنجم الإنساني الذي يغذي المدينة العربية ومشكلة الحرية ومباهجها تكمن في هذا المنجم ونوعية قيم الحرية التي يصدرها إلى المدينة العربية والمجتمع العربي بشكل عام. وتشغل إشكالية الحرية مساحة واسعة من أدب غادة السمان، لعوامل عدة نابعة من طبيعة التربية الاجتماعية والفكرية التي تلقتها في مراحل حياتها المختلفة. والكاتب يرى أن ما قدمته غادة في كتاباتها لا يتعدى أن يكون مجرد خواطر عابرة لا ترقى إلى الوقوف على أبواب مشروع متكامل للتمتع بلذة بهجة الحرية الفكرية.ويرصد المؤلف أخيراً تطور مفهوم الحرية ومباهجها في كتابات حنا منية إذ يجد أن العمل من أجل الحرية يتنوع ويتلون في رواياته وهو بشكل عام يرى أن تحقيق أهداف الحرية يحتاج إلى وقت طويل، وعمل مستمر، والحرية لا تتحقق إلا بالعلم.