"أصدر الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش السنة الماضية قراراً يعاقب فيه الدول التي تنتج، أو تصدر، أو تصرح بأي عمل، أو فعل، أو قول ضد السامية، وهذا القرار يأتي ضمن الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، لكسب أصوات الملايين الستة من اليهود الموجودين فيها. قد يكون هذا الكلام منطقياً مع رئيس غير جورج بوش الابن، أما الأمر معه فهو مختلف، ...
قراءة الكل
"أصدر الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش السنة الماضية قراراً يعاقب فيه الدول التي تنتج، أو تصدر، أو تصرح بأي عمل، أو فعل، أو قول ضد السامية، وهذا القرار يأتي ضمن الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، لكسب أصوات الملايين الستة من اليهود الموجودين فيها. قد يكون هذا الكلام منطقياً مع رئيس غير جورج بوش الابن، أما الأمر معه فهو مختلف، فقد ابتعد عن الطريقة المكيافيلية للرؤساء السابقين وبدا أكثر الرؤساء شفافية وصراحة، في تصريحاته المعادية للإسلام، وذلك وسط ذهول العالم العربي والإسلامي. فالرئيس بوش يتصرف وفق إيمانه ومعتقداته ورؤيته الشخصية للكون، فهو عندما يصدر قانوناً مثل معاقبة اللاسامية في العالم، فليس لأنه يأخذ بعين الاعتبار اللوبي اليهودي، كما هي الأسطوانة الساذجة في العالم العربي، الرئيس جورج بوش يصدر قانوناً كهذا لأن الرب يأمره.. كيف ذلك؟ لأن الرب يقول: أنه يبارك من يدافع عن شعبه المختار في أقدس أرض له، وهي الأرض التي منحها لشعبه كما ذكر العهد القيم، عندما وعد إبراهيم بأنه منح أرض فلسطين لذريته؛ ولكن أي ذرية هي؟ ذرية إسماعيل العربي؟ أم إسحاق البري؟ بالطبع ذرية إسحاق ويعقوب (إسرائيل).هذه المعتقدات لجورج بوش تأتي من إيمانه بالأصولية المسيحية، وتحديداً من المذهب التدبيري الذي يؤمن بأن كل شيء مبرمج ومخطط من قبل الله، الذي علينا السعي لتنفيذ مخططه في الأرض. وأما مرتكزات الخطة الإلهية فهي: 1-الإيمان بأن اليهود هم شعب الله المختار، 2-فلسطين حق لليهود، 3-القدس عاصمة أبدية لليهود، 4-ضرورة بناء هيكل سليمان، 5-حتمية معركة هرمجدون، 6-عودة المسيح الثانية، 7-امتداد مملكة السلام لألف عام. وبوش هو أحد المنفذين لهذه الخطة الإلهية. فعندما يعد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس قبل ترشيحه الأول للرئاسة لم يكن وعده برنامجاً دعائياً، إنما كان عن إيمان راسخ وعقيدة يعتقد بها هو وأتباعه الكثير الذين يبلغ تعدادهم 40 مليون نسمة في الولايات المتحدة ولهم مؤسسات وبنوك وإذاعات وتلفزيونات ومنظمات وجمعيات يفوق عددها الـ 400، و.. و...، و10,000 فرع في العالم، وهذا التيار يضمّ أهم المنظرين الدينيين في الولايات المتحدة وكتبهم هي الأكثر مبيعاً في أمريكا، وقد استطاع الرئيس بوش الابن والذي له رتبة المعلم في هذا المذهب الوصول إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض وأوصل معه ثلاثة فئات من هؤلاء إلى البيت الأبيض: 1-الصهاينة المسيحيين، 2-الصهاينة اليهود، 3-المحافظين الجدد. وفي هذا الكتاب يسلط الكاتب الضوء على تاريخ آل بوش والإدارة الأمريكية الحالية مع فصل عن مسرحية الخدعة الكبرى التي قام بتمثيلها جورج بوش في 11 أيلول وفزع العالم من تنفيذ مآربه وذلك بهدف كشف القناع والزيغ الذي عاشى فيها العالم على أنغام الحرب على الإرهاب، متناقلاً كل الأدلة والشبهات التي تدين أمريكا وجورج بوش بالوقوف خلف هذه الجريمة الكبرى والجرائم اللاحقة التي تزعمها بوش وزمرته."