يُعالج الكتاب موضوع "نظرية الدولة وآدابها في الإسلام" وهو أحد الجوانب المضيئة في تراث وحضارة الإسلام. إذ يشتمل على مبادئ وسلوكيات تُضاهي أحدث النظريات الحديثة للدولة. وتتفق نظرية الدولة في الإسلام مع نظرة الفقه الدستوري لجهة قيام أركان الدولة على الشعب والإقليم والسلطة والسيادة، مع الإحتفاظ بالمفهوم الإسلامي لكل ركن من هذه الأرك...
قراءة الكل
يُعالج الكتاب موضوع "نظرية الدولة وآدابها في الإسلام" وهو أحد الجوانب المضيئة في تراث وحضارة الإسلام. إذ يشتمل على مبادئ وسلوكيات تُضاهي أحدث النظريات الحديثة للدولة. وتتفق نظرية الدولة في الإسلام مع نظرة الفقه الدستوري لجهة قيام أركان الدولة على الشعب والإقليم والسلطة والسيادة، مع الإحتفاظ بالمفهوم الإسلامي لكل ركن من هذه الأركان. وتنطلق النظرية الإسلامية للدولة من كونها الدولة الفاضلة التي يُساس فيها الأفراد بالعدل، وتُعالج شؤونهم العامة بالشورى، ويُعاملون في معاملاتهم بالمساواة، وتسود مجتمعهم الأخلاق والفضيلة. وتأخذ هذه النظرية كذلك بمبدأ سيادة القانون ووجود ضمانات كفيلة بتحقيق هذا الغرض، فكانت دولة الإسلام بذلك أول دولة قانونية تسلك هذا الطريق. والأدب الإسلامي للدولة، فضلاً عن تكفّله باحترام الحقوق الإنسانية للجميع، أفرد معاملة راقية للأقليات في دار الإسلام، كما كان له فضل المبادرة بأمر تنظيم العلاقات بين الدول في حالتي السلم والحرب مستهدياً في ذلك مبادئ الشريعة السمحاء القائمة على القيم الإنسانية الرفيعة والمُثُل العليا الخالدة.