يزعم كانت هذه السطور أن مرحلة النضج الفكري التي يمر بها الآن مع تقدم خبرته وسنين عمره، أم مجال النقد الأدبي لم يعد قادراً على إيصال ما يعتمل في ذهنه من أفكار، وهي أفكاراً أصبحت أوسع وأشمل كثيراً من أن يعتر عنها مقال في النقد الأدبي أو تحليل نص أو عرض مسرحي، فاتجه إلى الكتابة في الفكر العام والثقافة العامة وهو مجال واسع لا بد أن ...
قراءة الكل
يزعم كانت هذه السطور أن مرحلة النضج الفكري التي يمر بها الآن مع تقدم خبرته وسنين عمره، أم مجال النقد الأدبي لم يعد قادراً على إيصال ما يعتمل في ذهنه من أفكار، وهي أفكاراً أصبحت أوسع وأشمل كثيراً من أن يعتر عنها مقال في النقد الأدبي أو تحليل نص أو عرض مسرحي، فاتجه إلى الكتابة في الفكر العام والثقافة العامة وهو مجال واسع لا بد أن يشمل بالضرورة ما يحرك حياتنا الآن على المستوى الوطني وأيضاً في علاقاتنا بالعالم من قضايا محورية على المستوى السياسي والاقتصادي والمجتمعي.ولأن هذا الكتاب ليس مفكراً أساسياً ولا متخصصاً في علم الاجتماع أو علوم الاقتصاد أو غيرها، فإن الأديب الكائن في أعماقه أخذ يطلّ برأسه بقوة كلما بدأ الكتابة في موضع يشغل المجتمع من حوله أو قضية من القضايا المحورية التي تؤثر في حياة مجتمعنا.. في قيمة وسلوكيات أفراده وقضاياه المختلفة. أقول: لقد أخذ الأديب في أعماقه يطلّ برأسه ليصبح المقال فريجاً من التعبير الأدبي والرأي، فهو ليس مقالاً صحفياً نثرياً معداً للنشر في جريدة من الجرائد ليعبر عن رأي صاحبه في قضية أو موقف، أو في قضايا المجتمع المؤثرة في مسيرته داخل الشبكة الجهنمية للتركيبة العالمية الجدية، وإنما هو مقال أقرب إلى الجنس الأدبي منه إلى المقال الصحفي يحاول دائماً المزج بين فن القصة (لا سيما القصة القصيرة التي تعتمد على اللقطة الموحية) وفن المقال... وربما كان أقرب وصف للمادة التي تجدها بين دفتي هذا الكتاب هو محاولة لكتابة قطعة أدبية تعبر عن قضايا محورية في حياة المجتمع الآن، فهي مزيج من القصة والمقال أو الأدب والرأى معاً.