الاعداد وتطبيقاتها الرياضية والحياتية

كانت الرياضيات وما زالت من أهم فروع العلم وأكثرها مساساً بحياة الإنسان على الصعيد الفردي والجماعي، فالحاجة للرياضيات ليست متعلقة فقط بالمهتمين بالعلوم الطبيعية أو الذين تضطرهم تخصصاتهم للتعامل مع لغة الارقام والرموز، بل تتعلق بكل جزئية من جزيئات حياتنا، كمل تشكل جانباً من ثقافتنا، وأداة مهمة من أدوات التواصل ووسيلة ضرورية لتقدمنا وتطورنا.عند الحديث عن أهمية الرياضيات لا نعني بذلك ان على جميع البشر أن يكونوا متخصصين في الرياضيات وأن يمتلكوا جميع المعارف الرياضية ويتابعوا كل جديد في عالم الرياضيات بل المقصود ان الإنسان لا بد وان يمتلك الحد الأدنى من أساليب الرياضيات التي تمكنه من تنظيم حياته والتقدم في تخصصه والسير قدما في دروب العلم.جاءت فكرة هذا الكتاب كمحاولة جادة لتقديم معرفة رياضية أساسية لغير المتخصصين في الرياضيات بأسلوب ميسور مبسط وبلغة واضحة، وبوفرة من الأمثلة والتدريبات، مع الأخذ بعين الأسلوب الحديث في تقديم المعرفة الرياضية من خلال مواقف تستثير التفكير وتنمي العمليات العقلية، وهذا يعتبر من أهم الأهداف لتعلم الرياضيات.كما يخدم هذا الكتاب طلبة كليات العلوم التربوية بتزويدهم بالمعرفة الرياضية الضرورية التي تؤهلهم لتدريس الرياضيات لطلبة المرحلة الاساسية الدنيا. وحرصاً منّا على إزالة الحاجز النفسي بين القارئ والرياضيات كان الفصل الاول من هذا الكتاب حول الرياضيات والتفكير الرياضي لتعريف القارئ بماهية الرياضيات والحاجة الملحة لها واهمية تطبيقاتها والمنهج الرياضي في التفكير. ثم جاء الفصل الثاني ليقدم أساسيات نظرية المجموعات ذلك الفرع الذي يستخدم في جميع فروع الرياضيات. أما الفصل الثالث فقد قدم مجموعة الاعداد الطبيعية والاعداد الصحيحة وخصائصها والعمليات عليها، ثم جاء الفصل الرابع ليقدم بعض المبادئ الأساسية لنظرية الاعداد لتعميق معرفة القارئ بالاعداد الصحيحة والعمليات عليها واكتملت محموعات الأعداد النسبية وغير النسبية في الفصل الخامس ثم عرض الفصل السادس لأحد التطبيقات المهمة للأعداد النسبية وهو موضوع النسبة والتناسب، أما الفصل السابع والأخير والذي يتحدث عن عدد كبير من الطرائق الاحصائية في عرض البيانات فقد جاء ليزود القارئ الكريم بالمعرفة الكافية التي تمكنه من قراءة وفهم ما تعرضه الصحف ووسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع من بيانات ومعلومات مقدمة على شكل رسومات احصائية.