الإنسان كائن اجتماعي الطبع، يعيش في جماعة يتفاعل معها لغوياً وانفعالياً واجتماعياً ويتم هذا التفاعل وفق قواعد ومبادئ وعادات، وتقاليد يفرضها عليهم المجتمع الذي يعيشون فيه والذي يتميز بالتغير السريع والنمو المطرد والتشابك والانفتاح والتفاعل مع مجتمعات أخرى, ونتيجة التغير السريع للمجتمع أصبح من الضروري إعداد الفرد ليصبح له القدرة ع...
قراءة الكل
الإنسان كائن اجتماعي الطبع، يعيش في جماعة يتفاعل معها لغوياً وانفعالياً واجتماعياً ويتم هذا التفاعل وفق قواعد ومبادئ وعادات، وتقاليد يفرضها عليهم المجتمع الذي يعيشون فيه والذي يتميز بالتغير السريع والنمو المطرد والتشابك والانفتاح والتفاعل مع مجتمعات أخرى, ونتيجة التغير السريع للمجتمع أصبح من الضروري إعداد الفرد ليصبح له القدرة على مواكبة هذا التغير ليكون فرداً له القدرة على التفكير الناقد والابتكاري، وله القدرة على التكيف ومسايرة المواقف المختلفة التي يفرضها عليه المجتمع، فرداً له القدرة على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين دون النظر إلى جنسهم (Race) أو ثقافاتهم أو دياناتهم، فرداً له القدرة على التفكير العلمي السليم وحل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة كل ذلك يلقي العبء ويزيده على المؤسسات التربوية التي تتولى إعداد الفرد وإمداده بمجموعة من المهارات المختلفة التي يستخدمها خلال حياته اليومية.والمهارات الحياتية تُعد مفهوماً جديداً في عالم البحث والتربية – في حدود اطلاع المؤلف – ولكن ما تحتويه ليس بالجديد وإنما ترتيب وتنظيم لهذه المهارات تحت مسمى المهارات الحياتية.ونتيجة لذلك فقد اتجهت البحوث والدراسات لتحديد أهم المهارات الحياتية اللازمة لإعداد الفرد لحياة اليوم والغد، وانبثق عن ذلك تحديد العديد من المهارات الحياتية، وفيما يلي عرض لهذه المهارات من حيث مفهومها، وتصنيفاتها المختلفة، وأهميتها، وخصائصها، والعوامل المؤثرة في تنميتها، وبرامج تنميتها والخطوات اللازمة لتنمية المهارات الحياتية.كما أن إصدار هذا الكتاب الذي خصص لموضوع المهارات الحياتية يرجع لما لها من أهمية في حياة الإنسان.وعلى أية حال، إننا ونحن نؤلف هذا الكتاب سعينا إلى أن نجعله مفهوماً من قبل شريحة واسعة من القرّاء، بمن في ذلك الأكاديميون في مجالات مختلفة مثل مجال علم النفس التربوي وعلم النفس الاجتماعي، والدارسون في المراحل المتقدمة من الدراسة الجامعية إلى مستوى الدراسات العليا ومرحلتي الماجستير والدكتوراه، والقارىء العادي المهتم.والكتاب الذي بين أيدينا جاء ليتضمن بين دفتيه الفصول التالية:- الفصل الأول: طبيعة المهارات الحياتية.- الفصل الثاني: التفكير الابتكاري.- الفصل الثالث: التفكير الناقد.- الفصل الرابع: التعامل مع الآخرين.- الفصل الخامس: اتخاذ القرار.- الفصل السادس: الاتصال والتواصل الاجتماعي.- الفصل السابع: إدارة الوقت.- الفصل الثامن: حل المشكلات.- الفصل التاسع: التعامل مع الضغوط النفسية.- الفصل العاشر: تقدير الذات.هذا وقد زود الكتاب الحالي بالرسومات والأشكال التوضيحية والصور الملائمة كلما دعت الضرورة لذلك.
