تقوم التنمية الشاملة لأي مجتمع من المجتمعات على مدى الاهتمام بالإنسان كأساس ضروري فيها حيث إنه يضطلع بأعباء هامة وهادفة في تحقيق عملية التنمية، والإنسان هو الثروة الجوهرية والحقيقية للأمم، والتنمية الحقيقية تتم من خلال الإنسان.ويمتاز عالمنا المعاصر بالتطورات العلمية والتقنية في مختلف المجالات بهدف تحقيق التنمية وتحسين الأوضاع ال...
قراءة الكل
تقوم التنمية الشاملة لأي مجتمع من المجتمعات على مدى الاهتمام بالإنسان كأساس ضروري فيها حيث إنه يضطلع بأعباء هامة وهادفة في تحقيق عملية التنمية، والإنسان هو الثروة الجوهرية والحقيقية للأمم، والتنمية الحقيقية تتم من خلال الإنسان.ويمتاز عالمنا المعاصر بالتطورات العلمية والتقنية في مختلف المجالات بهدف تحقيق التنمية وتحسين الأوضاع الاجتماعية، ويتطلب ذلك إعادة النظر في جميع قضايا الحياة ومنها النظام التعليمي الذي يستلزم دراسة علمية شاملة ومستمرة لجميع جوانبه بحيث يتم على أساسها إعادة التخطيط والتنظيم للتعليم، وذلك في ظل التحديات والتغيرات التي تواجه التعليم وتوجب مراجعة أهداف وفلسفة، وتنظيمات ومناهج التعليم وعلاقته بالمجتمع المحيط، والسياسة التعليمية والإدارة التعليمية، وإعداد المدرس وتدريبه، وتقويم العملية التعليمية والإشراف التربوي على المدرسة، فالتعليم العربي لا يزال محصوراً في أنماط تقليدية ضيقة قوامها السلبية والتقين عاجزاً عن تمكين الفرد من تنمية مهاراته وإمكاناته ومواهبه وتعوده الاعتماد على النفس والمبادرة والإيجابية في مختلف العمل.فالإشراف التربوي في غاية الأهمية بالنسبة للعملية التعليمية حيث يساعد في تشخيص المشكلات والأخطاء والعمل على معالجتها، كما أنه يعمل على تطوير مستوى الأداء داخل المدرسة، فالمعلم الذي يعد للقيام بعملية التدريس يحتاج إلى من يوجهه ويرشده ويشرف عليه، حتى يتقن أساليب التدريس والتعامل مع الطلاب، حيث يبقى للمشرف التربوي دور أساسي وحيوي في توجيه المعلمين ومساعدتهم في التغلب على المشكلات التي تواجههم، ومن هذا المنطلق فإن الإشراف التربوي وأساليبه يعتبر حقلاً من الحقول التربوية الهامة، وقد تأثر الإشراف التربوي بالعديد من النظريات الإدارية عبر فترات زمنية مختلفة وذلك باعتباره جزء من الإدارة التربوية فالتطورات التربوية والاتجاهات العلمية التي أحدثت تغيراً في الإدارة التربوية أدت إلى إحداث تغيير في الإشراف التربوي.ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب والذي يعد محاولة من المشتغلين بالإدارة التربوية لتقدم فهم واسع للإشراف التربوي وبعض القضايا المتعلقة بالإشراف وجاء ذلك الكتاب في خمسة فصول وهي:الفصل الأول: الإشراف التربوي "المفهوم والأهداف، والوظائف والعمليات" حيث يوضح أهم المفاهيم العلمية للإشراف التربوي وكذلك يعرض أهمية الإشراف التربوي وأهدافه، والعمليات الأساسية التي تتم داخل الإشراف التربوي، وتناول أهم مجالات الإشراف التربوي بالإضافة إلى أهم السمات الشخصية والمهنية للمشرف التربوي.الفصل الثاني: أساليب ونماذج الإشراف التربوي، والذي تناول أهم الأساليب الفردية والجماعية التي يستخدمها المشرف التربوي، والتي تساعده على تحقيق الأهداف التي يسعى المشرف لتحقيقها من خلال اللقاء الإشرافي، ثم عرض أهم النماذج المعاصرة في الإشراف التربوي وكيفية استخدامها والاستفادة منها.الفصل الثالث: الإشراف التربوي في مدارس التربية الخاصة، حيث تناول أهم أنماط الإشراف التربوي التي تستخدم في مدارس التربية الخاصة، وعرض أهم الأسس النظرية للإشراف على التعليم في مدارس التربية الخاصة، وتناول مستويات العملية الإشرافية في مدارس التربية الخاصة على مستوى المدرسة، وكذلك على مستوى الإدارة، وبالإضافة إلى أهم المعارف والخبرات المطلوبة في عملية الإشراف في مدارس التربية الخاصة.الفصل الرابع: خبرات ونماذج عالمية في الإشراف التربوي، وتطرق هذا الفصل إلى الإشراف التربوي في أمريكا، وانجلترا، ونيوزيلندا وتناول الإشراف من حيث الهيكل التنظيمي للإشراف وواجبات المشرفين التربويين، ومعايير اختيار وتدريب المشرفين بالإضافة إلى طبيعة عملية الإشراف الذاتي داخل المدارس في نيوزيلندا.الفصل الخامس: خبرات ونماذج عربية في الإشراف التربوي، ويعرض هذا الفصل إلى أهم الخبرات الإشرافية في البلاد العربية وخصوصاً كلاً من مصر، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية لما لهم من السبق والخبرة في عملية الإشراف التربوي من حيث الأهداف، والهيكل التنظيمي، وأسس اختيار وتدريب المشرفين التربويين، ومسؤوليات ومهام كل مشرف تربوي.